في لبنان فقط يسابق الزمن نفسه.التحضيرات للذكرى السنوية الأولى لإنفجار مرفأ بيروت وقلبها جارية على قدم وساق من قبل أهالي الضحايا، وسط تكتّم عن تفاصيل هذه التحضيرات بإستثناء عنوان عريض “لن ننسى …لن نتوقف”.
الأهالي وجهوا الدعوة الى كل اللبنانيين للمشاركة في المسيرة التي ستقام يوم الرابع من آب المقبل، مسيرة تُرفع فيها صور الشهداء فقط تترافق مع إطلاق صرخة وجع من داخل المرفأ.
“نحن نتعامل مع عصابة…وقد حان وقت المحاسبة” هي العبارة التي يرددها المتحدث بإسم الأهالي إبراهيم حطيط، الذي لا يعطي أية تفاصيل عن ماهية وطريقة تطبيق هذه المحاسبة في حق مّنْ تسبب بإنفجار مئات الأطنان من نيترات الأمونيوم التي كانت مخزنة في المرفأ بطريقة غير مسؤولة.
بالتزامن، لم يتبلور بعد مصير رفع الحصانات وأذونات الملاحقة في حق عدد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الذين أدرج أسماءهم المحقق العدلي القاضي طارق البيطار تمهيداً لإستدعائهم في جلسات استجواب متتالية، في الوقت الذي يدور فيه قرار رفع الحصانات داخل أروقة مجلس النواب مستفيداً من مهلة خمسة عشر يوماً قاربت على الإنتهاء يُفترض أن يصدر بعدها عن الهيئة العامة للمجلس قرار الموافقة من عدمه، وذلك بعد رفع تقرير من اللجنة المشتركة.
في العادة، الزمن كفيل بكل شيء ومروره عبارة يستخدمها أهل القانون والقضاء لتوصيف حال “عفا الله عما مضى” التي رافقت نكبات الوطن منذ تعثره في منتصف السبعينيات، لكن “مرور الزمن” هذه المرة لن يجدي نفعاً لطمس حقيقة ما جرى في مرفأ بيروت “أم المرافى الثكلى”، و٤ آب لناظره قريب.
تحرك اليوم
واليوم دعت لجنة عوائل شهداء تفجير مرفأ بيروت في بيان” الى المشاركة بوقفتها الإستباقية لقرار محكمة التمييز إعطاء إذن الملاحقة بحق اللواء عباس إبراهيم لمثوله أمام المحقق العدلي، وذلك أمام مدخل قصر العدل عند الساعة الواحدة.
يتخلل الوقفة حركة تصعيدية تحذيرية عنوانها “دماء شهدائنا فوق حصاناتكم”.