من كل حدب وصوب تنهال التحذيرات من القطاعات الحيوية مهددة بتعطيل شامل ومعمم في البلاد لا يجد من يداويه ما دام الاطباء يهاجرون والصيادلة يقفلون والمستشفيات تعتذر من مرضاها لعدم توافر المواد والمعدات الضرورية لتطبيبهم ولا المازوت لتشغيل مولداتها، كحال اهالي بيروت الكبرى الذين سيودعون الكهرباء البديلة مع اعلان تجمع أصحاب المولدات إطفاء مولداتهم إلى حين تأمين المازوت بالسعر الرسمي. اما المعنيون الفعليون وهم اساس الازمات ومسببوها ففي كوكب آخر، يمضون في السياسات الكيدية ويستخدمون حلبة تشكيل الحكومة لفرض شروطهم الشخصية والفئوية غير آبهين باللعنات التي تسقط فوق رؤوسهم كل لحظة ممن تبقى من مواطنين في هذا البلد يعجزون حتى عن تأمين الرغيف الموضوع بدوره في دائرة خطر الحصول عليه.
التيار يسمي سلام! قبل نحو 72 ساعة من موعد الاستشارات النيابية المقررة الاثنين، وبينما الكتل ستحسم مواقفها من التسمية تباعا، افيد ان اجتماعا للهيئة السياسية في التيار الوطني الحر يعقد اليوم ويبحث خلاله في موقفه من الاستشارات. وان القرار اتخذ بتسمية السفير نواف سلام.
نصرالله – باسيل: في الغضون، اشارت مصادر مطّلعة عبر “المركزية” الى ان اجتماعا قد يعقد بين رئيس التيار الوطني النائب جبران باسيل وقيادة حزب الله وربما الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله قبل الاثنين، للتشاور والتفاهم، خاصة وان الثنائي الشيعي لا يريد حسان دياب ثانيا، ولا يريد ايضا استفزاز الشارع السني، وبالتالي يعتبر ان ميقاتي هو الخيار الافضل اليوم.
تيمور في عين التينة: في الموازاة، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط والوزير السابق غازي العريضي.
القوات لا تسمّي: اما بعد اجتماع لتكتل الجمهورية القوية فأعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عدم تسميته اي شخصية الاثنين. وقال عقب اجتماع للتكتل في معراب “اننا كتكتل الجمهورية القوية وقناعة منّا بأنّ من رابع المستحيلات الوصول الى أيّ اصلاح أو تغيير في النهج طالما ان الثنائي ميشال عون – حزب الله وحلفاءهما ممسكون بالسلطة، لن نسمي أحداً في الاستشارات النيابية المقبلة الاثنين“.
قطر والتشكيل: في المواقف الخارجية من الازمة السياسية اللبنانية، كشف وزير الخارجية القطرية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بعد لقائه وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن امس الخميس في واشنطن، أنه” بحث مع نظيره الأميركي الأوضاع في أفغانستان وتطورات الاتفاق النووي الإيراني وموضوع لبنان والعراق، إضافة إلى الأوضاع في قطاع غزة وإدخال المساعدات إليها“. وحول الملف اللبناني قال وزير الخارجية القطري “لقد بحثنا المساعدات التي تم تقديمها للقوات المسلحة اللبنانية وأيضاً محاولة الدفع نحو استكمال العملية السياسية لتشكيل حكومة مؤقتة على الأقل تقوم بدورها في العمل مع صندوق النقد الدولي والبرنامج الإصلاحي فيها، وللأسف بعد استقالة الرئيس سعد الحريري بدأ الأمل يضعف قليلا“. وأضاف، أن “قطر التي تلعب دوراً في لبنان تدفع نحو تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن حكومة مهام تقوم بإصلاحات واسعة مطلوبة الآن وحتى الانتخابات. والإصلاحات مطلوبة في قطاعات كثيرة والشعب اللبناني عانى كثيراً في فترة الغياب التي مر بها لبنان ونحن نحاول قدر الإمكان مع الأطراف كلها تقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى“.
بريطانيا: الى ذلك، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم السفير البريطاني الجديد أيان كويار، يرافقه المستشار السياسي في السفارة غافين تينش، وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في البلاد والعلاقات اللبنانية – البريطانية وسبل تطويرها في المجالات كافة .وأكد السفير كويار لرئيس الجمهورية أن بلاده “مستمرة في دعم لبنان والوقوف الى جانب شعبه في الظروف الصعبة التي يجتازها“. وشكر الرئيس عون السفير البريطاني على اهتمام بلاده بلبنان والدعم الذي تقدمه في مختلف الأصعدة. وزار سفير بريطانيا ايضاً عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب.
السوبرماركت: معيشيا، ازمة شح المازوت تلقي بثقلها على البلاد وتتهدد المواطنين في يومياتهم ورغيفهم، والقطاعاتِ الاقتصادية والسياحية. فقد رفعت نقابة اصحاب السوبرماركت الصوت، محذّرةً من “انقطاع المازوت وعدم قدرة هذا القطاع الحيوي على الحصول على هذه المادة، لما لذلك من تأثير سلبي على سلامة المواد الغذائية التي تحتاج الى تبريد”. ولفتت في بيان الى أن “هناك الكثير من المواد الغذائية الموجودة في السوبرماركت بحاجة الى برادات وأخرى الى درجات حرارة منخفضة نسبياً، لذلك انقطاع كهرباء الدولة وكذلك توقف مولدات السوبرماركت عن العمل بسبب عدم وجود مادة المازوت سيؤدي حتماً الى ضرر على سلامة المواد الغذائية”. أضافت: “رغم تسليم بعض الشركات المستوردة للنفط، مشكورة، المازوت، إلا أن هذا الموضوع يتطلب حلاً جذرياً من قبل المسؤولين المعنيين لجهة استمرار تأمين إمدادات المازوت للمصالح الحيوية ومنها السوبرماركت”. وطالبت النقابة وبإلحاح “تخصيص كميات كافية من مادة المازوت لهذا القطاع أسوة بالقطاعات الحيوية الأخرى مثل المستشفيات والأفران”، محذرة من ان “الوقت ينفذ وأي تأخر سيؤدي الى الحاق ضرر شديد بهذا القطاع الحيوي وبالأمن الغذائي للبنانيين”.
لا غاز؟: وحذّر رئيس نقابة العاملين والموزعين في قطاع الغاز ومستلزماته فريد زينون في بيان، من أن “قوارير الغاز ستفقد من الأسواق، وذلك جراء فقدان مادة المازوت التي تعمل على أساسها آليات موزّعي الغاز“.وطالب وزارة الطاقة بـ”تأمين هذه المادة واستثناء الموزّعين وإعطائهم مادة المازوت ليستمر التوزيع في كل لبنان، وإلا سنكون أمام مشكلة أساسية جديدة تواجه اللبنانيين في حياتهم، خصوصاً أن مادة الغاز من الحاجات الاساسية لكل الشعب اللبناني”.
أزمة مياه: ليس بعيدا، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة من انهيار شبكة إمدادات المياه العامة في لبنان خلال شهر، جراء الإنهيار الاقتصادي المستمر وما يترتب عليه من انقطاع للكهرباء وشحّ في المحروقات . وعدّدت المنظمة أسبابا عدّة بينها العجز عن دفع كلفة الصيانة بالدولار وإنهيار شبكة الكهرباء و”مخاطر ارتفاع كلفة المحروقات“.وتوقّعت أن تتوقف معظم محطات ضخّ المياه عن العمل “تدريجياً في مختلف أنحاء البلاد في غضون أربعة الى ستة أسابيع مقبلة.”
اقفال الصيدليات: كل ذلك فيما اقفلت الصيدليات ابوابها اليوم، الى حين ايجاد اتفاق بين وزارة الصحة ومستوردي الدواء، ليعاود هؤلاء تسليم الادوية الى الصيدليات.
الفيول العراقي: في الاثناء، استقبل الرئيس عون وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الاعمال رمزي المشرفية وعرض معه لأوضاع وزارتيه، لا سيما الصعوبات التي تواجه القطاع السياحي نتيجة أزمة المحروقات والسبل الآيلة الى معالجتها، في ضوء الاتصالات التي أجراها رئيس الجمهورية مع الإدارات المختصة للاسراع في انجاز الترتيبات التي تؤدي الى توافر المحروقات. بعد اللقاء،اوضح المشرفية “كانت لدينا توقعات كبيرة من القطاع السياحي في خلال الأشهر الثلاثة الحالية، لأن البلد بحاجة الى أموال المغتربين الذين يدخلون الدولار الى لبنان. ولكن للأسف ظهرت مؤخرا مشكلة الكهرباء. وقد اكد لي فخامة الرئيس ان الإجراءات التي تتخذ، ستكون قيد التنفيذ في خلال يومين لحل هذه الأزمة، إضافة الى توجه وزير الطاقة اليوم مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى العراق، لتوقيع اتفاقية لاستيراد 500 مليون ليتر من الفيول، توفر حلا لأزمة الكهرباء في لبنان.
سفر عاجل: وفي السياق، صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي البيان الآتي :بطلب من رئيس الورزاء العراقي مصطفى الكاظمي، وقبل سفره الى واشنطن، طلب من وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ،السفر الى بغداد لانهاء اجراءات هبة الوقود، لحل مشكلة الكهرباء (بصورة عاجلة) وفي أسرع وقت ممكن وتحت اشرافه مباشرة. كما اصر على ان يكون الجزء الاكبر من النفط الذي سيتم إرساله يتناسب مع معامل الطاقة الموجودة في لبنان من دون الحاجة الى التكرير“.
تفجير المرفأ: قضائيا، حضر قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي إلى قصر العدل للمثول أمام القاضي البيطار بشأن ملف انفجار المرفأ لكن الجلسة لم تُعقد بسبب إضراب المحامين. وقال وكيل قهوجي للـmtv: إضراب نقابة المحامين يؤثّر على كافة الملفات وحضوره هو لكسر مقولة أنه يخاف من التحقيق أو يُخبّئ شيئاً ولديه العديد من الأمور التي سيبرزها للمحقق العدلي وتمّ تأجيل الجلسة ليوم الإثنين في 2 آب. وبينما عقد النائب نهاد المشنوق مؤتمرا تطرق فيه الى القضية، افيد ان القرار بشأن إعطاء الإذن بملاحقة اللواء عباس ابراهيم سيُتّخذ يوم الإثنين.
الاهالي يصعّدون: في الموازاة، صعّد أهالي شهداء المرفأ تحركاتهم من جديد منفذين وقفة امام قصر العدل في بيروت،حيث تجمعوا تحت عنوان “دماء شهدائنا فوق حصاناتكم“. المتحدث باسم الاهالي ابراهيم حطيط توجه إلى المسؤولين الثلاثة و”نواب العار” بالقول “عليكم الكف عن خزعبلاتكم السياسية والمطلوب منكم رفع الحصانات فوراً فلا حصانات فوق دماء 218 شهيداً“. واضاف: “لن تستطيعوا اعتقال شعب جبّار و4 آب قريب جداً، واعدًا بتحركات تصعيدية بسيطة اليوم، ومؤكدًا أن دماءنا لن تذهب هدرًا ونتمنى ألا تخربوا البلد“. ولفت إلى أننا نشهد مشهدا هزلياً جديداً من مسرحية الدجل، مشيرًا إلى أن في الفصل الثالث تراجع الوزير محمد فهمي بعد ان تلقى سحسوحًا“. وتوّجه الاهالي لنائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي بالقول “استحقيت منا لقب أعور الدجال بكل جدارة، برافو”؛ ولمدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، بالقول: “عدم اعطاء اذن الملاحقة هو تآمر على دمائنا واولادنا وفلذات اكبادنا وبالتالي ستتعرض لسخطنا وغضبنا، فحذار من اللعب معنا بالنار“. وختم الاهالي بالقول “نحن من منعنا الانفجار الشعبي الكبير لأننا نريد ان نأكل العنب ولكن هل تريدون ان ينفجر الوضع؟ نحن نفجّره اذاً وحينها “عليي وعلى اعدائي يا رب”.
الصاروخ اللقيط: وليس بعيدا من المحور المتفجر، بقي الصاروخ الذي سقط في بلدة لحفد-قضاء جبيل لقيطا ليس من يتبناه او يحدد هوية الجهة التي اطلقته، اذ فيما اعتبر خبراء عسكريون ان خطأ تقنيا ما حصل ادى الى سقوطه في هذه البلدة باعتبار ان الدفاعات الجوية السورية لا يمكن ان تصل الى عمق هذه المنطقة، اكدت مصادر عسكرية لـ”المركزية” ان تقرير الخبير العسكري لم يصدر بعد في هذا الشأن وان اي معلومات تبقى حتى الساعة في اطار الترجيحات لا اكثر.