مشهدان اساسيان تصدرا الساحة السياسية في الساعات الماضية:اتصالات سياسية مكثفة على اكثر من صعيد لبلورة الموقف النهائي قبل اثنين الاستشارات النيابية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة. وفي هذا السياق، وبعد المطالبات التي سمعها بقبول التأليف واغداقه بالكلام الايجابي وبلازمة “المرحلة ما بيشيلا غيرك”، باشر الرئيس نجيب ميقاتي، سلسلة اتصالات مع مختلف المكونات السياسية في الموضوع الحكومي قبل اتخاذ القرار المناسب في ختام هذا النهار بالتشاور مع رؤساء الحكومات السابقين.
في مقابل هذا المشهد السياسي الايجابي، برز مشهد مقيت استحضر فيه “التيار الوطني الحر” كل القذارات السياسية والاعلامية ليطلق حملة شتائم واكاذيب وافتراء في محاولة واضحة للتشويش على التوجه العام لتسمية الرئيس ميقاتي. ولا عجب ان يتصدر هذه الحملة “ديب الهشّة”، وهو تعبير شعبي معروف لدى ابناء القرى للدلالة على نوع من الذئاب يخّرب الارض ولا فائدة بيئية تُرتجى منه.
فهذا الديب المعروف بالتملّق وخداع الناس، والغدر بـ”رفاق زمن الحرية”، اطل عبر التلفزيون ليثير غبارا سياسيا لا طائل منه، في مهمة تخريبية واضحة، انتهت برسائل توضيحية لاحقة للمعنيين بأن كلام “ديب الهشّة” لا يمثل الجهة التي ينتمي اليها وليس مطلوبا منها، وانه تم الايعاز له ولسواه بأن “يضبوا لساناتن”. وهكذا عاد “ديب الهشّة” الى عتمته لينطبق عليه قول الاخوين رحباني بصوت فيروز”وين بدو الديب يهرب من وج الشمس…”.
وبالعودة الى الاجواء السياسية، فقد اعتبرت اوساط سياسية” ان الساعات المقبلة يمكن وصفها بالفاصلة بالنسبة للاتصالات والاجتماعات التي ستعقد عشية الاستشارات النيابية الملزمة”. واعتبرت المصادر “ان توجه “تكتل لبنان القوي” الى تسمية السفير نواف سلام لا يعني على الاطلاق ان الامور معقدة فالاجواء ايجابية، والرئيس ميقاتي سيحظى بأصوات نواب مسيحيين من المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي، والمستقلين، وهناك تعويل من بعض الاوساط المقربة من حزب الله على ان تسمي كتلة الوفاء للمقاومة الرئيس ميقاتي يوم الاثنين، لاعتبارات كثيرة تتصل تحديدا بالمرحلة الراهنة وجوب التعاون، وهناك مشاورات تجري في هذا السياق على ان يتخد القرار في الساعات التي تسبق الاستشارات”.