كتبت بولا مراد في “الديار”: كان البعض يعتبر ان الحريري خرج الخاسر الاكبر من الكباش الذي استمر نحو ٩ اشهر مع عون وباسيل، وبأن مستقبله السياسي بات مهددا ، خاصة بعدما خسر معظم الدعم الدولي الذي كان يميزه عن غيره من الزعماء اللبنانيين، الا ان حقيقة الامر قد تكون خلاف ذلك، اذ تتحدث مصادر سياسية واسعة الاطلاع عن دفع الحريري بميقاتي الى المحرقة بدعمه لرئاسة الحكومة، لافتة الى انه «وبعدما طرح رئيس «المستقبل» نفسه مرشحا وحيدا لتشكيل الحكومة بعد استقالة حكومة حسان دياب، اعتقد انه سيعود الى السراي متكئا على دعم دولي توقع انه سيغدق عليه، والارجح ان الفرنسيين هم من وعدوه بالمن والسلوى، والاهم بتأمين الدعم والغطاء السعوديين له، اللذين ما كان ليقوى على انجاز عملية التشكيل من دونهما، وما لبثوا ان خذلوه بعدما فشلوا باقناع الرياض باسقاط الفيتو الذي لا تزال ترفعه بوجه الحريري».
وتضيف المصادر:»بعدما دخل لاعبون دوليون اساسيون على الخط للقيام بالمهمة الفرنسية وفشلوا ايضا، كما بعدما تفاقمت الانهيارات وبلغت مستويات توقع الحريري انه لن يتمكن من وقفها من دون تداعيات كبيرة، قرر التنحي لعلمه ان دخول السراي هذه المرة سيعني رمي نفسه في محرقة، ما سيقضي على مستقبله السياسي، باعتباره سيكون رأس السلطة التنفيذية في مرحلة الانهيار الكبير والارتطام المقبل، وبالتالي كل المسؤوليات سيتحملها وحيدا امام الناس وقبل اشهر من موعد الاستحقاق النيابي».
وتعتبر المصادر انه «في حال تكليف ميقاتي تشكيل الحكومة، فان الحريري سيكون الفائز الاكبر، لا العكس، باعتبار انه حتى ولو كان رئيس «تيار العزم» يحظى بدعم دولي لتشكيل الحكومة، الا ان ذلك لا يعني انهم سيحوّلون لحسابه او حساب الحكومة اللبنانية مليارات الدولارات لوضع حد لازمة الكهرباء وانارة منازل اللبنانيين ٢٤على٢٤ وتأمين البنزين والادوية وحليب الاطفال بالكميات المعتادة او سيتمكنون من اعادة اموال اللبنانيين التي تبخرت في المصارف، او حتى انتشال المؤسسات من تخبطها وتحللها»، وتقول المصادر:»يعتبر الحريري ان ميقاتي يسير الى المحرقة برجليه طمعا بمنصب تبوأه سابقا، لذلك سيبدي كل الانفتاح والدعم لهكذا خطوة باعتبارها في نهاية المطاف تصب لمصلحته وستترجم عمليا في صناديق الاقتراع في ايار المقبل، خاصة بعدما يتحول الحريري مع انطلاق عمل الحكومة رأس حربة في مواجهتها!»