هذا ما نقل الحريري “مكرهاً”… إلى ضفّة دعم ميقاتي

26 يوليو 2021
هذا ما نقل الحريري “مكرهاً”… إلى ضفّة دعم ميقاتي

كتبت كلير شكر في “نداء الوطن”: وفق المطلعين على موقف رئيس “تيار المستقبل” فإنّ الكلام مع ميقاتي عن احتمال ترشحه لرئاسة الحكومة، ليس جديداً، وهو حصل منذ مدّة، ولطالما أبلغ الحريري سائليه بأنّه في حال اعتذاره فلن يترك البلد أسير الفوضى على قاعدة “من بعدي الطوفان”، لا بل هو حريص على دعم أي صيغة انقاذية لأنّ الأمور لم تعد تحتمل أي مناورات أو هروب من المسؤولية.

ويؤكدون أنّه حين قصد الحريري قصر بعبدا في اللقاء الأخير لم يكن في نيّته ابلاغ رئيس الجمهورية نيّته بالاعتذار لكن الأحداث ومسار الحديث بين الرجلين هو الذي دفعه إلى بلوغ حافة الاعتذار سريعاً، ولو أنّها في باله، لكنه كان يعتقد أنّه سيمنح رئاسة الجمهورية بعض الوقت للتفكير في آخر تشكيلة حكومية وضعها بين يدي الرئيس عون ليكون بدوره قد خيّط سيناريو ما بعد اعتذاره. وقد جاءت إشارته السلبية بعدم تسمية أحد، كردّ فعل على ما جرى معه في قصر بعبدا، لكنه في العمق يفكر في طرح بديل، وكان ينتظر أن ينهي مشاوراته مع ميقاتي قبل أن يتم تقديم الأخير كرئيس مكلف لرئاسة الحكومة. وهذا ما حصل. فالحريري ليس في وارد أن يكون النقطة التي تجعل فنجان الفوضى يفيض في ما لو قرر أن يدير ظهره لمن سيخلفه في رئاسة الحكومة، ولهذا هو كان بصدد البحث في كيفية انجاح الطرح البديل. كما أنه ليس في وارد “الطلاق” من الحياة السياسية أو “الانتحار” في هذه اللحظات المصيرية اذا ما قرر أن يوصد الأبواب نهائياً.

بالنتيجة، سيكون ميقاتي اليوم أمام نفس مشهدية تكليف الحريري، بالشروط والقواعد ذاتها، لا بل أكثر. لا يملك القطب الطرابلسي ترف تقديم أي تنازل خصوصاً وأنّ حكومته قد لا تتمكن من تحقيق أي انجاز نوعي قد يُنسي الرأي العام تنازلاته، في ما لو أقدم عليها. ولهذا هو عالق بين نار الشارع الملتهب، ونار الشروط التي يضعها الفريق العوني، ونار حكومة سيؤلفها، قد تكون الأكثر كراهية في تاريخ الحكومات.

المصدر:
نداء الوطن