عبور سلس للتأليف والعبرة في التأليف

27 يوليو 2021
عبور سلس للتأليف والعبرة في التأليف

كتبت “الجمهورية”: هي فرصة جديدة، لعلّها تعدم الأداء الذي علّق البلد على خط التوتّر السياسي والشخصي، لأشهر طويلة، ولعلّها تمنحهم بدورها فرصة استخلاص العبَر من الخطايا التي ارتكبت بحق الوطن والناس، فيسارعون إلى تقريب مسافات التفاهم على حكومة رحمة بوطن يكاد يفقد معناه، وبشعب يُدَفّع ثمن أنانيّات المتسلطين وحساباتهم وشعبوياتهم الرخيصة.
هي فرصة جديدة للإنقاذ، وشركاء التأليف على محكّ المسؤولية، فلم يعد ثمّة مجال لمراكمة المزيد من الخيبات على وطن وشعب، ولا لمزيد من اللهو العبثي بالشروط التعجيزية والاستئثار النكدي بحصص وحقائب، المبارزة في رفع السقوف السياسية والشخصية، التي فسّخت أعمدة الهيكل اللبناني، وصار على وشك التداعي والسّقوط النهائي على رؤوس الجميع.
بعد التكليف، إلى التأليف دُر، هذا هو المسار الطبيعي الذي ينبغي أن يتمّ على وجه السرعة، فهل سنرى المؤلّفين مدفوعين إليه هذه المرة بجدية مسؤولة، وبصدق مع أنفسهم ومع الناس، أم سنراهم يهرعون الى الدوران من جديد في متاهة التفشيل والتعطيل؟
كلّ اللبنانيين يعلّقون آمالهم على هذه الفرصة، فهل من يتلقّفها لوقف مسلسل الأزمات والخيبات والإخفاقات، ويرمي حبل النجاة للبنان واللبنانيين من الكارثة وبئس المصير؟
اللافت انه على الرغم من العبور السلس لاستشارات التكليف، الا أنّ ارتدادات فشل مرحلة التأليف السابقة كانت الطاغية، بحيث أنّ لغة التفاؤل كانت معدومة، بل انّ السِمة العامة كانت إحاطة مرحلة التأليف المنتظرة، بتمنيّات حذرة، منطلقة من عدم الثقة بنوايا الأطراف، وقلق شديد من أن تؤول إلى الفشل كسابقتها.
ولعلّ صورة المرحلة الجديدة تتلخص في المواقف الرئاسيّة التي حاذرت مقاربة هذا الاستحقاق بنفحة تفاؤليّة، فالرئيس المكلّف قال إنّه جنّد نفسه لتأليف حكومة سريعاً بحجم المرحلة ومتطلّباتها ووفق مندرجات المبادرة الفرنسيّة. مع تأكيده أنّه لا يملك عصا سحريّة. وهذا معناه أن ميقاتي يدرك أن مهمّته ليست سهله، بل هو أمام التحدّي الكبير امام جبل التعقيدات التي تعترض سبيل التأليف.