عندما “يزعل” باسيل من خيارات “حزب الله”

27 يوليو 2021
عندما “يزعل” باسيل من خيارات “حزب الله”

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: من خلال ميقاتي يرضى “حزب الله” مجدداً بخوض تسوية على حساب حليفه المسيحي، وهو المدرك ان القبول به لترؤس الحكومة يعني، واذا لم يكن ضمن الشروط، التجديد لحاكم مصرف ولبنان وعدم المضي قدماً بالتدقيق الجنائي الذي أخذه العهد على عاتقه. لم يخض “حزب الله” نقاشا مع حليفه ولم ينسقا الموقف مسبقاً بخصوص الاستشارات النيابية الملزمة، ذهبا كل برؤيته، يريد “حزب الله” ان يقفل ملف الحكومة ويسلّم بخيار السنة ايا كان المرشح بينما يرفض التيار الانقلاب على قناعاته، فتكون النتيجة تسليم التيار بما ارتضاه الآخرون والوقوف على الحياد والنأي عن المشاركة او حتى اطلاق المواقف التي قد تفهم ان غايتها التعطيل او العرقلة طالما يحمّله الجميع المسؤولية. حتى رئيس الجمهورية ميشال عون صار همه وقف تدهور قيمة الليرة والحد من ارتفاع سعر صرف الدولار والاوضاع المعيشية ويبدي استعداداً للتجاوب مع الرئيس المكلف. لم يؤد “حزب الله” اللعبة الداخلية كما يلزم، بالنظر الى اعتباراته المتعددة وحساباته في الداخل والاقليم، ما اظهره على غير صورته السابقة وجعله محل اتهام على خلفية تفاقم الازمة. المقارنة بين الوعود وما وصلت اليه الاوضاع تفضي الى غير مصلحة “حزب الله” الذي ربما لم يكن يتصور حجم الازمة واستمرارها كل تلك الفترة. ساير “حزب الله” على حساب حليفه المسيحي ومرر ما هو مناقض لقناعاته في سبيل ارضاء حلفاء آخرين. النقطة الخلافية الابرز هنا فشل التيار في الرهان على حليفه القوي في مشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد وهذا انما يعكس وجود خلل في تطبيق بنود تفاهم مار مخايل.