على رغم السلاسة التي اتسمت بها عملية تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة العتيدة اثر الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها امس رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يبقى الحذر من أمكان عدم التأليف قائما، أنطلاقا من خلفية التعطيل التي أفضت بعد تسعة أشهر من التكليف الى اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم المضي في حمل هذه المسؤولية.
نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي تمنى التوفيق للرئيس المكلف في مهمته ورأى ان من المبكر الحكم على نجاحه او فشله. المهم الخروج من النهج التعطيلي والتوجه بصدق نحو خطة أنقاذ عاجلة لوقف التدهور السريع الذي تتجه اليه البلاد في ضوء المشهدية القائمة، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا دواء ولا محروقات أو سواها من المواد الحياتية التي بات متعذرا توفيرها حتى على الميسورين.
وعن غياب المواقف العربية والغربية الداعمة للرئيس المكلف يرى الفرزلي أن المشكلة هي من صنع لبناني وكذلك حلها، من هنا المطلوب من سائر المكونات السياسية والحزبية تسهيل عملية التأليف وعدم وضع الشروط والعراقيل امام الرئيس المكلف للوصول الى بر الأمان.
اما مفهوم الدعم الخارجي ففي تقديم المساعدات المالية والعينية للبلاد وكل ما عدا ذلك يبقى ضمن اطارالترحيب المشكور، وبالتالي هو لا يقدم ولا يؤخر في ما نحن متجهون اليه.
وعن عدم اعطاء كتلتي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية الثقة للحكومة في حال تأليفها يقول الفرزلي إن الميثاقية متوافرة في المناصفة النيابية الموجودة في البرلمان، ومن خلال قانون الانتخاب المتوافق عليه، كما لدى النواب غير المنتمين الى التكتلين. المهم عدم اجتراح العراقيل ووضعها أمام عملية التأليف التي هي الفرصة الاخيرة لانقاذ البلاد من الانهيار الشامل الذي تتدحرج اليه.