كتبت هيام قصيفي في “الاخبار”: ما يظهر إلى الآن، من خلال اتصالات خارجية، أن كلّ الأطراف تحاول كسب الوقت بين إخراج التكليف وعملية التأليف وظهور بعض ملامح الترتيبات الخارجية. وتكليف ميقاتي خطوة أولى ليس أكثر، وهو أمر له علاقة بما يحصل خارج الحدود. فمن الصعب الاعتقاد بأن هناك تسليماً سريعاً بأوراق لبنان دفعة واحدة في أيّ مفاوضات وترتيبات حول ساحات المنطقة. ومن المبكر الكلام عن تأليف سريع، مهما ضُرب من مواعيد، علماً أنها ليست المرة التي تُعطى مثل هذه الوعود عن قرب انتهاء العقد الحكومية أو غيرها، والعبرة في حكومة الرئيس تمام سلام التي لم تبصر النور إلا بعد 11 شهراً من تكليفه. من هنا، يصبح التكليف في حده الأقصى مجرد كسر لدائرة المراوحة، بدليل تصويت حزب الله معه. فالأوضاع الاقتصادية والمالية الخانقة التي أصابت كل بيئات الأحزاب والقوى السياسية، باتت تحتاج إلى ما يخفّف من حدّتها ولو عبر تطمينات وهمية. ويبقى التأليف رهناً بتحديات لا علاقة لها بالضغوط الأوروبية وحدها. وإذا كان ميقاتي قد جاء من ضمن سلة تفاهمات فهذا يعني تسريعاً في الترتيبات الخارجية، وهذا الأمر ليس واضحاً بعد بكلّ معالمه. من هنا، ستُظهر أيام المشاورات انعكاس القرار الخارجي بالسير بحكومة سريعة أم لا، من خلال طريقة تعامل العهد أولاً وآخِراً مع التأليف. فميقاتي لن يتصرف بعيداً عما يريده حزب الله والرئيس نبيه بري. هذا خارج النقاش. أما التباين مع رئيس الجمهورية أو التيار الوطني الحر فسيأتي لا محالة، لأن للتيار اليوم – مع اقتراب الانتخابات النيابية والسنة الأخيرة من عمر العهد – حسابات تفوق حساباته مع الحريري على مدى الأشهر الماضية. لن يسلّم عون بسهولة لميقاتي مهمة تشكيل حكومة قد تكون آخر حكومات عهده، أو يحتمل تحوّلها إلى حكومة تصريف أعمال إذا لم تجر الانتخابات النيابية. علماً أن ظروف تشكيل كل الحكومات مع عون لم تكن سهلة (بما فيها حكومة الحريري أيام الود بينهما) مهما كانت مطالبه محقّة، إذ كان الصدام يغلب في كثير من الأحيان من خلال رغبته في كسر الأعراف التي سادت في السنوات الماضية. كما بات واضحاً أن لا تأثير لأيّ ضغط خارجي على عون. أما باسيل الذي غامر بكل أوراقه عندما عارض الحريري، فلن يعطيها لميقاتي من دون أثمان.
المصدر:
الأخبار