كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: ثمة عوامل متغيّرة من شأنها أن تبدل في قواعد الاستحقاق الحكوميأولاً، يعرف ميقاتي أنّ الوقت سيف مصلت فوق رقاب الجميع ولهذا هو يمهّد لاعتذار قريب جداً اذا لم يلاقِه الآخرون إلى منتصف الطريق، من باب تضييق الهوامش والدفع نحو تأليف سريع.
ثانياً، لا أزمة شخصية بين رئيس الحكومة المكلف والفريق العوني على عكس سلفه حيث تغلّب الشخصي على السياسي ما حال دون دخوله السراي الحكومي.ثالثاً، تتسم شخصية ميقاتي بالكثير من الدبلوماسية التي قد تأخذ محدثه “إلى البحر وترده عطشاناً” وقد قال عنه الرئيس عون إنه يعرف كيف يدوّر الزوايا، ما يعني أنه قابل للتملص من شروط الحريري بشكل هادئ ومن دون أن يثير سخط وغضب الأخير.رابعاً، بلغت الأوضاع الاجتماعية حدّاً غير مسبوق من التدهور ما قد يشكل ضغطاً على كامل المنظومة السياسية وفي مقدّمها “التيار الوطني الحر”، الذي سيعدّ للعشرة قبل أن يتحمّل وزر تعطيل قيام الحكومة، وهي نقطة تسجل لمصلحة ميقاتي ما يزيد من فرص التأليف. بالنتيجة، يقول نائب عوني إنّ ظروف ميقاتي أفضل من ظروف الحريري، ما يعني أنّ احتمال التأليف صار اكثر واقعية. ولكن ما هي السيناريوات المحتملة؟ أقله بالنسبة لـ”تكتل لبنان القوي”؟
حسم باسيل الأمر باكراً بقوله إنّ “التكتل” لن يشارك في الحكومة، لكن رميه الكرة في ملعب رئاسة الجمهورية هو “الفتوى” التي يعرفها ميقاتي كما العونيون، ليكون باسيل حاضراً في التأليف. ثمة تسليم بين العونيين أنّ ميقاتي لن يتجرأ على خفض سقف قواعده بشكل يكسر الحريري، ولو أنّه قادر على المناورة نسبياً، للحفاظ على الشكل، وتقديم بعض التسهيلات في المضمون. أما ثقة “التكتل” فقد ربطها باسيل بشكل الحكومة، ما يعني فتح باب التفاوض على مصراعيه. كما أنّ تراجع باسيل عن تسمية نواف سلام لرئاسة الحكومة، كما كان يحاول اقناع “التكتل”، هو مقدمة لشراكة حكومية يريدها “التيار”، ولو بالمواربة.