كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: بالامس قدم ميقاتي باكورة تركيباته الحكومية وناقشها ورئيس الجمهورية، ومع اعادة النقاش حول الداخلية جرى استحضار المداورة في الوزارات وحصة رئيس الحكومة والوزراء المسيحيين، ما ولّد انطباعاً لدى المقربين ان ميقاتي لم يكن مرتاحاً ضمناً. وعززت مثل هذه الانطباعات خشية البعض من رهانه كما الحريري على الفرنسيين واتفاقهم مع الاميركيين، ليختصر دورهم في الثناء والتهديد متى دعت الحاجة وليس اكثر. كما ان “حزب الله” الذي وعد ميقاتي بتسميته وتسهيل مهمته الحكومية تمنى الا يطلب منه بالمقابل المونة على رئيس “التيار الوطني” او على رئيس الجمهورية، وثمة من لمس انزعاج “حزب الله” من باسيل لخياره عدم المشاركة في الحكومة أو منحها الثقة.
مشكلة اخرى أطلت برأسها وهي التدقيق الجنائي الذي يعتبره عون خارج دائرة النقاش.
سلم ميقاتي للرئيس عون تصوراً لحكومة من 24 وزيراً يفترض ان يبدي ملاحظاته بشأنها اليوم، حصل تبادل معطيات وتوزيع حقائب من دون الخوض بالاسماء وتركز التفاوض حول الداخلية. عارفو رئيس الجمهورية يؤكدون جديته في تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن، غير ان جديته لا تعني تشكيل حكومة كيفما كان وبأي ثمن. منذ تسلم عون رئاسة الجمهورية ولغاية اليوم كانت حقيبتا الدفاع والخارجية من حصة المسيحيين، حصرية تمنع عليهم حقائب المالية او الداخلية. يعترف الرئيس المكلف بوجود مثل هذا الخلل لكنه محرج وهامش مناورته هنا ضيق، بالنظر الى التزاماته مع رؤساء الحكومات ويتمنى لو يبدي الثنائي الشيعي مرونة تساعده في تجاوز هذه العقبة، لكنه قد يتجنب خوض هذه المسألة معهما. يقارب عون مسألة الحكومة منطلقاً من مبدأ حفظ التوازنات ويفاوض من منطلق صلاحياته على الحكومة ككل، مع تسليمه ان التدقيق الجنائي غير خاضع للنقاش من الاساس. اليوم يعود ميقاتي الى بعبدا لإكمال النقاش حول التصور الحكومي الاولي، ومن المؤشرات الايجابية الزيارت الاربع للرئيس المكلف الى بعبدا في غضون ايام ثلاثة، وتلك المرونة في التعاطي مع رئيس الجمهورية والاستعداد للحوار والتي لم يكن يبديها الحريري، واذا طالب ميقاتي بحقيبة ما تشاور بشأنها مع عون ولم يمانع المشاركة في التسمية.