عمليا، وضع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي مسودة التشكلية الحكومية، عددا وتوزيعا طائفيا للحقائب من دون الاسماء، على طاولة رئيس الجمهورية ميشال عون، وبدأ النقاش بها بالامس على ان يستكمل البحث اليوم وفق القاعدة التي وضعها الرئيس ميقاتي منذ البداية، وهي التعاون المطلق مع رئيس الجمهورية بعيدا عن التشنج والخلافات.
الرئيس المكلف اعد مسودته من 24 وزيرا من اصحاب الاختصاص، وينتظر اليوم ملاحظات رئيس الجمهورية عليها، وهو منفتح على النقاش والبحث ، كما ان رئيس الجمهورية ، وفق ما سربت اوساطه بالامس، يبدي ايضا رغبة في التفاهم لكنه يعتبر ” ان ما عرضه الرئيس المكلف يحتاج الى درس معمّق”.
واذا كان من المبكر التكهّن بما ستفضي اليه المداولات، فان ميقاتي كرر امام فريق عمله المصغّر امس التأكيد انه “لمس من رئيس الجمهورية كل رغبة بالتعاون، وان الجو حتى الان جيد”. واشار الى” انه سيتعاطى مع ملاحظات رئيس الجمهورية بكل ايجابية وتفهم ومنفتح على كل الاقتراحات التي تفضي الى التوافق المبدئي قبل الانتقال الى الخطوة التالية وهي وضع الاسماء على الحقائب وفق التصور الذي يراه مناسبا، لمناقشته مع الرئيس عون”.
وفي انتظار ما سيستجد اليوم، لفتت اوساط مطلعة على المشاورات الحكومية الى “ذبذبات سلبية” يتم ضخها في الاعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي،من مصادر معروفة، بهدف التخريب على الاجواء الايجابية، رغم محاولات التنصل من المعنيين من هذا التخريب. كما فوجئ اللبنانيون ليل امس ب” كم من نفحات الطهارة والبراءة” يعبق من شاشات التلفزة ، الى حد توقعوا معه ” ان يرشح زيت القداسة” فيما لو استمر ” الحديث التلفزيوني المتعفف” فترة اطول.
وهكذا تدور عجلة المفاوضات الحكومية مجددا سعيا لحل، و” يا دارة دوري فينا ضلّي دوري فينا تا ينسوا اساميهن وننسى اسامينا”.
المصدر:
لبنان 24