ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
“البداية من لبنان الذي تستمر فيه معاناة اللبنانيين على الصعيد المعيشي والحياتي، حيث يستمر ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، وأزمة الكهرباء وطوابير السيارات التي تنتظر دورها لتعبئة مادة البنزين والنقص الكبير في مادة المازوت الضرورية لتسيير الأفران والمستشفيات والمولدات الكهربائية، وعدم توفر الدواء ومتطلبات الاستشفاء، بحيث بات معها اللبنانيون يتساءلون: أما آن لهذا الليل أن ينجلي.وسط كل هذا الجو القاتم الذي يعيشه اللبنانيون تلوح في الأفق بارقة أمل بتكليف رئيس حكومة جديد بعدما كانت الأجواء توحي بصعوبة حصول ذلك بسبب الاحتقان الذي كان موجودا بين القوى السياسية قبيل هذا التكليف.
ونحن في هذا المجال، نرى أهمية هذه الخطوة لكونها باب الأمل لتأليف حكومة نراها ضرورية لفرملة الانهيار ومنع وصول البلد إلى قعر الهاوية.إننا نأمل أن تؤدي الأجواء الإيجابية التي واكبت التكليف سواء على المستوى الدولي أو في العلاقة بين المعنيين بالتكليف إلى تجاوز كل ما أدى إلى عرقلة تأليف الحكومة في السابق وتوفير الظروف للخروج بحكومة إنقاذ قادرة على القيام بالدور المطلوب منها في هذه المرحلة.إننا نعتقد أنه بالإمكان تجاوز كل العقبات التي اعترضت سابقا تأليف الحكومة إن صدقت النيات وخرج الجميع من حساباتهم الخاصة ومصالحهم الفئوية وأنانيتهم وفكروا بمصلحة هذا البلد ومصلحة إنسانه.أضاف :”أننا قلناها ونقولها الآن، إن المرحلة ليست مرحلة تحقيق مكاسب وبلوغ طموحات أو تغيير معادلات بقدر ما هي مرحلة إنقاذ وطن. وندعو القوى السياسية التي باتت تفكر بإنتاج نفسها واستعادة ما فقدته من جمهورها أو تثبيت موقعها لديه أن تعرف أن الإنقاذ لن يكون إلا عندما يضعون نصب أعينهم آلام الناس ومعاناتهم ومصالحهم وما يكتوون بناره كل يوم.إننا سننتظر مع كل اللبنانيين خواتيم الأمور أو ما الذي سيؤول إليه التأليف، ولكن حذار حذار من العودة إلى المراوحة القاتلة، بفعل الشروط والشروط المضادة والكيدية والغرق في لعبة المحاصصات والمصالح الخاصة، فالبلد لا ينتظر تجارب فاشلة والناس فيه لا يتحملون”.في هذا الوقت ينتظر اللبنانيون في الرابع من آب الذكرى السنوية للانفجار المروع الذي حصل في المرفأ والتي يستعيدون فيها ما حصل في ذلك اليوم المشؤوم من دمار وهلع، والذي أدى إلى إزهاق أرواح مئات الضحايا وإلى آلاف المصابين ومنهم من لا يزال ينتظر مصيره أو يداوي جراحاته”.