كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: المطلوب من ميقاتي بمنطق الرؤساء السابقين ان يكمل من حيث انتهى الرئيس سعد الحريري في مواجهته مع عون وليس اقل منها. يتمسك بالداخلية والعدل وله ان يسمي منفرداً الوزراء السنة. لميقاتي ان يبدي مرونة في مفاصل معينة لكن ليس ان يتماهى مع عون ويفسر تعاطيه على انه تنازل.
بالنسبة لرؤساء الحكومات السابقين حذار التنازل لعون ولرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. سقف التأليف حدده هؤلاء وصعبوا على الرئيس المكلف مهمته، حتى صار مطوقاً بهم ومنهم قبل ان يكون مطوقاً من اي جهة اخرى.
ويقر مطلعون على اجواء رؤساء الحكومات السابقين بصعوبة ان يتمكن ميقاتي من تجاوز خريطة الطريق الحكومية التي رشحه على اساسها رؤساء الحكومات، والتي بفضلها اعلنت دار الفتوى تسهيل مهمته او بمعنى آخر باركته ومنحته غطاء سنياً.
بخلاصة اجتماعات بعبدا بين عون وميقاتي فان الحصيلة “راوح مكانك” والعيون شاخصة باتجاه الاثنين، بعد ان حمل الخميس الماضي اول مؤشراته السلبية. واذا مش الاثنين، الخميس او اليوم الذي يسبقه أو يليه. بدأ الجدّ في عملية تشكيل الحكومة، انتهت المجاملات ودخلنا في بحث العراقيل التي، وعلى قلتها، لكنها تنذر بالخطر المحدق بتشكيل الحكومة. البداية كانت ولا تزال من حقيبة الداخلية وآخر المخارج الذي طرح بشأنها ان يتم الاتفاق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف على تسمية شخصية يختارها عون، لكن شرط ان تكون سنية. ذاك ان انتقال الداخلية الى عهدة عون وتسليمها لشخصية مسيحية يشكل من وجهة نظر السنة، بداية تنازلات يرفضها رؤساء الحكومات السابقون ويحذرون من الوقوع فيها.
نادي رؤساء الحكومات يعتبر ان وحدة موقفه يقوي حضوره ويعززه، ولذا فليس سهلاً على ميقاتي التفرد بقراراته الحكومية، بالمقابل لن يتراجع عون عن مطلبه ما يقلل من نسب التفاؤل، فعقب كل اجتماع يخرج ميقاتي لا شيء معه الا كلمات.