فرنسا و”حزب الله”.. العلاقة الودية

31 يوليو 2021
فرنسا و”حزب الله”.. العلاقة الودية

مرت العلاقة بين فرنسا و”حزب الله” بمرحلة سيئة خلال المبادرة الفرنسية، كان ذلك بعد تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التي رد عليها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، لكن فشل المبادرة الفرنسية وتوجه باريس الى ما يشبه القراءة النقدية لادائها دفعها الى اعادة فتح ابواب التواصل مع” حزب الله”.

لعل التواصل الفرنسي مع الضاحية اخذ اهمية اضافية مع وصول السفيرة الفرنسية الجديدة الى بيروت، حيث ادخلت نوعا من الحيوية للحراك الديبلوماسي الفرنسي وقامت بزيارت جنوب لبنان والتقت نواب الحزب.لا يكاد يمر اسبوع من دون لقاء يعقد بين مبعوث فرنسي وقيادي في “حزب الله”، ويقال ان اللقاء الذي حصل بين مستشار الرئيس الفرنسي ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد قبل اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تشكيل الحكومة، تناول التفاصيل اللبنانية وتوصل لتوافقات حول خطوط عامة للمرحلة المقبلة.

بحسب مصادر مطلعة فإن الفرنسيين يريدون” اكل العنب” وعليه فهم ادركوا ان التعاطي بواقعية هو السبيل الوحيد للحفاظ على دور جدي في لبنان، وللبدء بعملية انقاذ تمنع الانهيار الكامل فيه، خصوصا انهم يعتبرون ان اي انهيار شامل سيؤدي الى ضرب الدور الفرنسي نهائيا.لكن المصادر ترى ان باريس لا تريد فقط من الحزب التجاوب في الملف اللبناني، بل ترغب بفتح طريق عبره الى طهران، ففرنسا تريد ايضا التوجه شرقاً للاستفادة اقتصاديا من رفع العقوبات الاميركية عن طهران والبدء بالاستثمار بالنفط الايراني وبعقد صفقات تجارية…من هنا يمكن قراءة التقارب الفرنسي مع الحزب، المستفيد حتماً من تكريس نفسه كقوة سياسية معترف بها من دولة مثل فرنسا. هذا بحد ذاته انجاز سياسي يمكن المراكمة عليه لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية حيث تتقاطع نظرة الحزب مع النظرة الفرنسية بضرورة الذهاب الى اصلاحات في اصل النظام.وتعتقد المصادر ان العلاقة الفرنسية بالقوى السياسية عموما، ستشكل علامة فارقة بالفاعلية السياسية الفرنسية وستؤمن نوعا من الاستقرار السياسي، خصوصا انها تبتعد عن الاصطفافات الحزبية والمذهبية والطائفية.