عشية الذكرى الأولى.. لا شيء يبشر بالخير

2 أغسطس 2021
عشية الذكرى الأولى.. لا شيء يبشر بالخير

كتبت صحيفة “العرب” ينظر اللبنانيون بريبة شديدة إلى إجراءات المسؤولين وتنصلهم من الكشف عن حقيقة الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت وتسبب في مقتل أكثر من مئتي شخص وألحق دمارا ضخما بالمدينة.

وعمقت تلك المأساة أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية ومالية كانت بدأت قبل أشهر حين وقع الانفجار في الرابع من أغسطس العام الماضي. وبعد مرور عام لا يزال البلد الصغير المنهك ينزف ولم يحاسب أحد على ما حصل، بل دخل في سجال واسع بين المسؤولين اللبنانيين حول مسألة رفع الحصانة من عدمها عن نواب وقيادات سياسية في الدولة.
وتقول المواطنة اللبنانية كارلن حتي كرم، التي فقدت زوجها شربل وشقيقها نجيب وابن عمها شربل في عداد عناصر فوج الإطفاء الذين كانوا يحاولون إخماد حريق سبق الانفجار، “خسرنا كل شيء.. توقفت حياتنا في الرابع من آب”.

وتضيف كارلن “الحزن لا شيء يوقفه.. لكننا نسعى خلف الحقيقة والعدالة، علّنا نخفف شيئاً من الغضب في داخلنا”.وحتى اليوم، لم يحصل اللبنانيون على أجوبة عن أسئلتهم: من أتى بهذه الكمية الضخمة من نيترات الأمونيوم؟ لماذا تُركت سبع سنوات في المرفأ، ومن كان يعلم بها وبمخاطرها؟ وما هي الشرارة التي أدت إلى الانفجار؟
وتقول كارلن “الأشخاص أنفسهم هم سبب كل العلل.. قبل الانفجار، بدأ الانهيار الاقتصادي والانهيار الصحي، يجب أن يتحملوا مسؤولية ما قاموا به، ومسؤولية عدم إدارتهم للبلد”.وبدأ لبنان مسيرته نحو الهاوية مع إعلان السلطات التوقف عن دفع ديونها الخارجية، ووضعت المصارف قيوداً على الودائع، وبدأت العملات الأجنبية تنفد من الأسواق والليرة اللبنانية تفقد قيمتها.وضرب الانهيار الاقتصادي قطاعات مهترئة أساساً مثل الكهرباء، وتعثرت قطاعات أخرى، وصولاً إلى قطاع الصحة بعد تفشي فايروس كورونا ثم هجرة المئات من الأطباء والممرضين إلى الخارج بسبب الأزمة، ومؤخراً نقص الأجهزة الطبية والأدوية جراء التدهور المالي وعدم القدرة على فتح اعتمادات بالدولار.وسرّعت كارثة مرفأ بيروت، أحد أكبر الانفجارات غير النووية في العالم الذي ذكّر بالقصف النووي على هيروشيما وناغازاكي، الانهيار في البلد.