على قاعدة “اهلا وسهلا نوّرت الدار والشمع الاحمر يضحك للنار” يعقد بعد ظهر اليوم الاجتماع الرابع بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لاستكمال البحث في التصوّر النهائي الذي اعدّه الرئيس ميقاتي للتوزيعة الحكومية، في ضوء مناقشات الجلسات الثلاث مع عون، قبل الانتقال الى المرحلة الاهم وهي البحث في اسماء الوزراء.
ويؤكد الرئيس المكلف، في ختام يوم طويل من الاتصالات التي اجراها ، ان الجو بينه وبين الرئيس عون ايجابي الى اقصى الحدود، متمنيا ان يستمر هذا النفَس الايجابي ، لان الناس تريد حكومة تعمل بالحد الادنى على بدء معالجة الملفات الموجعة كالكهرباء والغلاء والمحروقات”. كما يؤكد اصراره على ان يكون الوزراء المقترحون للوزارات التي لها علاقة بالانتخابات النيابية من اصحاب السمعة الطيبة والصدقية والكفاءة، مع حفظ التوازنات المعروفة في البلد، لان تعاطي السلطة مع الاستحقاق الانتخابي المقبل سيكون المفصل الاساسي في استعادة ثقة اللبنانيين اولا وفي بعث رسالة ايجابية الى المجتمع الدولي من شأنها ان تؤمن للبنان دعما ومؤازرة هو بامس الحاجة اليهما في مرحلة النهوض من الكبوة التي يعاني منها”.
وعندما يُسأل الرئيس المكلف عن الموقف الذي سيتخذه في حال بقيت واجه العقد التي اخرت سابقا تشكيل الحكومة يجيب” لن افترض السلبية مسبقا وأصر على البناء على الايجابيات التي لمستها خلال لقاءاتي مع رئيس الجمهورية”.
وفي السياق تفيد المعلومات عن انزعاج رئيس الجمهورية من بعض المواقف والتسريبات التي يطلقها مقرّبون منه في حق الرئيس المكلف، وانه ممتعض جدا من التهديد الصريح الذي وجههه مستشاره الوزير السابق بيار رفول ضد ميقاتي بقوله” اذا بقي ع شروطو بيطير متل ما طار الحريري”.
وبدا لافتا ، في المقابل، ان ثمة من يجهد لاحداث الشقاق بين الرئيس المكلف ورؤساء الحكومات السابقين ، من خلال فبركة رواية مزعومة عن “مفاوضات جرت بين الرئيسين عون وميقاتي خلال مرحلة تكليف الرئيس سعد الحريري”. والملفت في هذه الرواية التي نفاها مكتبا عون وميقاتي، انها بدأت بالحديث عن اجتماع سري عقد بين عون وميقاتي، لتتغير صيغة الرواية بعد يومين الى اتصالات غير مباشرة وعبر وسيط”.
ووفق المعلومات فان هذه الرواية ، كما روايات اخرى يتم تداولها عن التعاطي الخليجي مع الرئيس المكلف، مصدرها اطراف محسوبون على الحلقة الضيقة لعون، مما يجعل الرئيس المكلف يطرح السؤال عما اذا الامر مجرد” حرتقة عابرة”، ام محاولة جدية لعرقلة تشكيل الحكومة، ولسان حاله ازاء هذا الواقع ما يقوله ” الاخوين رحباني” بصوت فيروز في ختام مسرحية” الشخص” : جينا لحلال القصص تا نحل قصتنا ، ولقينا في عندو قصة يا محلا قصتنا”…