عن قصص منسيّين ظَلَمهم مرفأ بيروت ذات رابع من آب

3 أغسطس 2021
عن قصص منسيّين ظَلَمهم مرفأ بيروت ذات رابع من آب

“إذا كان ظلم ذوي القربى أشد إيلاماً” فما بالكم بغرباء، هم في الإنسانية أخوة، ظُلموا فوق أرض ليست أرضهم وفي عُباب بحر ليس بحرهم.
إنها قصص ضحايا أو شهداء، شاء القدر الغاشم أن يتواجدوا في لحظة عصفٍ قاتل، على أرض المرفأ أو في محيطه أو في مياهه. هم مياومون وعاملات منازل ونواطير وبحارة قادتهم الى مرفأ بيروت “صواري” السعي وراء لقمة العيش الكريم من أصقاع الأرض الأربعة، منهم من أقام سنوات في العاصمة المنكوبة وآخرين صادف رسو بواخرهم في لحظة  جنون هيروشيمي، فتناثروا أشلاء على أرصفة المرفأ وفي أحواضه.
هم منسيون بلا حقوق، وبلا إحصاء دقيق يحدد عددهم الذي يتراوح بين ٤٥ و٥٠ ضحية، بعضهم لم يتم العثور على جثته والبعض الآخر بقي في برادات المستشفيات أكثر من شهر الى حين انتهاء إجراءات ترحيلهم الى بلدانهم.
هم منسيون لا بل مهمشون لا يذكرهم أحد سوى نخوة محامين أربعة هم طارق الحجار، فاروق مغربي، مازن حطيط وحسام الحاج الذين قرروا خوض معركة قانونية من أجل حصول أهالي هؤلاء الضحايا على تعويضات أسوة باللبنانيين،خصوصاً بعد محاولات حثيثة وخبيثة لإستثنائهم من التعويضات، بحجة أن البعض منهم دخل الى لبنان بصورة غير شرعية والبعض الآخر كان يحظى بتأمين من خلال عقد العمل المبرم مع الشركة أو الجهة التي يعمل لديها.
هم منسيون بالأسماء لا بالأرقام أتوا من مصر والفليبين واثيوبيا وبنغلادش وباكستان وسوريا وفلسطين: إبراهيم، أحمد، أردل، أمينة، إيتانو، أيمن، بايبيلين، أيمن، برليتا، أيمن، بيسان، جمال، جود، جورج، محمد، حنا، خالد، خالدية، راسيل، راشد، محمد، رشدي، ريزول، زولباب، سيدرا، عامر، عبد الحليم، عبد القادر، عبد المهيب، عزام، محمد، علي، عيسى، فادي، فاروق، فراس، قصي، لطيفة، محمد، مصطفى، مهدي، ميزان، نوال وهايلي.
هي أسماء لمنسيين سيذكر ذووهم بأنهم، ذات رابع من آب، خسروا أبناء وآباء  وأحبة في مرفأ عاصمة كانت ذات يوم “ست الدنيا”.