تتجه الاجواء الحكومية الى مزيد من الغموض بعد مؤشرات عديدة دلّت عليها التسريبات الاعلامية من المحيط اللصيق برئيس الجمهورية ميشال عون ، ووصل بعضها الى حد وضع مهلة عشرة ايام او اسبوعين لاعتذار الرئيس المكلف ، مع رفع سقف المطالب والشروط والاعلان ،جهارة ومواربة، ان حقيبة الداخلية هي باب الحل.
في المقابل فان الرئيس المكلف يلوذ بالصمت المطبق، فيما تكتفي مصادره الدقيقة بالتذكير بمضمون تصريحه الاخير من قصر بعبدا.
وينقل مّنْ التقى الرئيس المكّلف في الساعات الماضية عنه تأكيده انه يعوّل على” تجاوب الرئيس عون مع مساعيه الانقاذية وعدم العرقلة او وضع الشروط التي تخالف التوجه العام لمهمته”.
ويقول الرئيس المكلف انه كان واضحا عندما قال انه” انطلق من القواعد التي ارسيت في خلال تشكيل الحكومة المستقيلة لان اي تغيير يعني فتح الباب امام مطالبات لا تنتهي “.
ويعتبر الرئيس المكلف “ان الحكومة العتيدة ستناط بها مهمة اجراء الانتخابات النيابية والبلدية ايضا، وبالتالي من غير المنطقي ان تكون في يد طرف حكومي معني مباشرة بالانتخابات ويعًول على الافادة منها انتخابيا، ولا يتردد حتى في اعتبارها نقطة الحسم في كل شيئ”.
ويرى الرئيس المكلّف، بحسب ما ينقل عنه، “ان هذا الاصرار من قبل البعض على الحصول على حقيبة الداخلية، مرتبط ليس بالانتخابات النيابية فحسب، بل لدورها في البلديات وصلاحيات رؤساء البلديات وقرارات شورى الدولة، وغيرها من الملفات المتعددة المهمة، وكأن المطلوب السماح بتسخير هذه الوزارة للاستحقاقين الانتخابيين المقبلين،النيابي والبلدي وهذا امر يضرب المهمة الاساسية للحكومة ، كما حددها الرئيس المكلف بنفسه”.
ويستغرب الرئيس المكلف مسارعة البعض الى تحديد مهل له للتأليف او الاعتذار قائلا انه جاء بمهمة انقاذية وهو الذي حدد المهل لنفسه ولا ينتظر مواعيد من احد.وحتى الان هو ماض في مساعيه وسيلتقي الرئيس عون غدا لاستكمال البحث.
واذ يؤكد انه” غير متمسك باي منصب، يذّكر بقرار الاستقالة الذي اتخذه عام ٢٠١١ عندما وجد ان فرص العمل الحكومي لم تعد قائمة، مما شكل مفاجأة للجميع خصوصا الذين راهنوا على تشبثه بالمنصب او عدم لجوئه الى الحسم.
مصدر مطلع قال”ألا يعلم المعنيون ان هذا العناد المتمادي في تعطيل تشكيل الحكومة يترك نتائج كارثية على الوطن والناس؟ ألم تهزهم التقارير الدولية عن معدلات الجوع والفقر في لبنان؟ الا يعلمون ان الوطن اهم من كل الحقائب والمناصب؟ جملة اساسية قالها منصور الرحباني في ختام مسرحيته”ملوك الطوائف” وعلى الجميع استخلاص عبرها والقراءة ما بين احرفها” إذا راح الملك بيجي ملك غيرو وإذا راح الوطن ما في وطن غيرو”.