كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: بانتظار ما ستكشف عنه تحقيقات الجيش، فان “حزب الله” يحاذر الاستفزاز او جرّه الى فتنة تشكل مدخلاً لحرب سنية شيعية تنطلق من حادثة خلدة التي لم تكن وفق تقديراته حادثة عابرة، بالنظر الى عدد المنفذين والاسلحة المستخدمة والتخطيط المحكم. تجاوز “حزب الله” جريمة خلدة التي ستشكل مدخلاً للاتفاق مع الجيش واحزاب المنطقة بعدم اقفال طريق الجنوب بعد اليوم.
يثمّن “حزب الله” ما صدر عن قيادة الجيش وبيانه الذي تحدث عن اقدام مسلحين على اطلاق النار باتجاه المشيعين، بما يثبت صحة قوله بوقوع كمين محكم، ويبدي ارتياحاً للمداهمات التي حصلت عقب الجريمة مباشرة والتي لا تزال مستمرة، خاصة وان لدى الجيش لائحة بثلاثين اسماً غير الذين اوقفوا. تبين لغاية الساعة ان المتورطين مطلوب تحويلهم الى المحكمة العسكرية لمحاسبتهم كخطوة اساسية على طريق طي صفحة الحادثة نهائياً، وعدم حصول تدخلات سياسية تحول دون تحقيق العدالة المرجوة.
يأمل “حزب الله” ألا يتم قطع طريق الجنوب بعد اليوم، وتعويله على الجيش كبير لا سيما بعد تلقيه وعوداً جدية بهذا الصدد، لايمانه أن الجيش وعندما يريد بمقدوره ان يمنع قطع الطريق بدليل قدرته على فتحها متى اراد ذلك.
لـ”حزب الله” المزيد من الاسئلة التي تفتقد الى اجوبة شافية ووافية، فاذا كان تم قتل شبلي على سبيل الثأر، فلمَ تمت مهاجمة المشيعين واطلاق النار مباشرة باتجاههم؟ وهل من نفذ هي ايادٍ داخلية ام خارجية ام انها مجرد عصابة خارجة عن القانون امتهنت القتل بدوافع غريزية؟ واذا كان استدراجاً فهذه عادة ما تكون مدروسة ومعدة مسبقاً ولها خلفياتها، ومن يقف خلفها. وهذا كله لا بد ان يظهر في التحقيقات التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش، ولو ان التحقيقات الاولية أفضت الى وجود كمين نفذه ما يزيد على 25 شخصاً اطلقوا النار باتجاه المشيعين. وبانتظار التحقيق فان جريمة خلدة ليست بالنسبة له مؤشراً على وجود فلتان امني لا يمكن السيطرة عليه، ولذا فانه وبالتعاون والتنسيق مع قيادة “حركة امل” والجيش اللبناني سيحيي مراسم عاشوراء، متيقناً ان ما شهده يوم 17 تشرين كان الاصعب والاشد اعتداء وامكن تجاوزه والسيطرة عليه، والوضع قد لا يكون مشابهاً اليوم بل اخف وطأة.
رغم كون سكوته يكلفه دماً يتلقاه على حساب رصيده وجمهوره ولكن ما حصل في خلدة وقبلها في 17 تشرين اثبت لحزب الله وعي جمهوره ومدى انضباطه رغم كل الاستفزازات، والاهم قراره الحاسم بعدم السماح الى استدراج عناصره لأي مواجهة والعض على الجرح مهما كان عميقاً.