عظة الراعي في قداس المرفأ: “نداء جديد للبنان”

5 أغسطس 2021
عظة الراعي في قداس المرفأ: “نداء جديد للبنان”

من المكان نفسه الذي اطلق منه البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني رسالته الشهيرة عن لبنان ، خلال زيارته التاريخية عام ١٩٩٧، وقف بطريرك انطاكيا وسائر المشرق بشارة الراعي امس قرب مرفأ بيروت شاهدا للحق وللعدالة ولحق اللبنانيين جميعا في معرفة الحقيقة عن انفجار مرفأ بيروت.
وعلى وقع  الاية الاولى من “سفر اشعيا” ” مجد لبنان أعطي له” ترأس الراعي القداس  عن ارواح جميع الضحايا، مسلمين ومسيحيين، شاهدا للحق الدي يعلو ولا يعلى عليه. والقى عظة شكلت نداء  جديدا لبكركي دفاعا عن لبنان الرسالة والعيش الواحد.
وبلسان جميع اللبنانيين قال الراعي: “نريد أن نَعرِفَ مَن أتى بالموادِّ المتفجِّرة؟ مَن هو صاحبُها الأوّلُ والأخير؟ مَن سَمحَ بإنزالِـها؟ مَن سَمحَ بتخزيِنها؟ مَن سَحَب منها كميّاتٍ وإلى أين أُرسِلت؟ مَن عَرَف خطورتَها وتغاضى عنها؟ ومَن طَلب منه أن يَتغاضى؟ من فجّرها وكيف تَفجّرت؟”
وفي رفض مدوّ لكل ما يطرح بشأن التحقيقات القضائية الجارية قال”واجبُ كلِّ مَدْعُوٍّ للإدلاء بشهادتِه أن يَـمثُلَ أمام القضاء من دون ذرائعَ وحُجَجٍ، ومن دون انتظارِ رفعِ الحصانة. كلُّ الحصاناتِ تَسقط أمامَ دماءِ الضحايا. لا حَصانةَ ضِدَّ العدالة. نَلطو وراءَ الحصانةِ حين نخافُ العدالة. من يخافُ العدالةَ يُدين نفسَه بنفسِه”.
وبدا الراعي عازما على المضي في طرح الحياد الذي اطلقه اخيرا فقال” إن تجاوبَ العالمِ مع لبنان يبدأ بإنقاذِه اقتصاديًا وماليًّا، ثم بعقدِ مؤتمرٍ دوليٍّ خاصٍّ به، يُعلنُ حِيادَه، ويَضعُ آليةً فعّالةً لتنفيذِ جميعِ القراراتِ الدوليّة، حتى ولو استَدعى ذلك إصدارَ قراراتٍ جديدة”.
وفي  رسالة واضحة الدلالات قال الراعي” لا نريد اقتتالًا بعدَ اليوم ولا قتالًا ولا حروبًا. لدينا فائضُ حروبٍ، وفائضُ شهداءَ، وفائضُ مقاوَمات. فلنتّجِه نحو الحريّةِ والسلامِ. ولْنَكُن يَقظِين ونُبعِدْ عن كيانِنا التاريخيِّ الخرائطَ التي تُحاكُ لمنطقِة الشرقِ الأوسط”.
الراعي ختم بالقول” نحن هنا لنُطلقَ نداءً إلى المسؤولين: “ألا هبوا وألِّفوا فورًا حكومةَ إصلاحٍ وإنقاذ”. ولكن بكل اسف لا حياةَ لـمَن نُنادي، كأنَّ لا شعبَ يجوعُ، ولا مرفأَ انفجر، ولا بلدَ انهار”.