كتب طوني عيسى في “الجمهورية”: كما يُقال باللغة العسكرية «الخرطوشة في بيت النار». ولكن، هل سينفّذ بينيت تهديداته ويطلق الحرب في لبنان، أم سيستخدم التهديد للضغط السياسي لا أكثر؟
بعض المراقبين يقولون إنّ هذا السؤال يقود إلى الحديث عن معادلة متشابهة بين إسرائيل والولايات المتحدة، في ما يتعلق بالموقف من إيران. ففي واشنطن، السؤال المطروح هو: هل سيحافظ الرئيس جو بايدن على الموقف المتشدّد الذي كان يتبنّاه السلف دونالد ترامب تجاه إيران في ما يتعلق بالملف النووي والنفوذ الإقليمي والسلاح الباليستي، أم سيستعجل تقديم التنازلات؟
وكذلك، السؤال إياّه مطروح في إسرائيل: هل سيلتزم بينيت بالموقف المتشدّد الذي لطالما التزمه السلف بنيامين نتنياهو تجاه طهران والنووي والنفوذ الإقليمي و»حزب الله»؟
العديد من الخبراء يعتقدون أنّ حكومة بينيت ستذهب بعيداً في المواجهة مع إيران، لأنّ لها أبعاداً استراتيجية، وستستدرج إليها الولايات المتحدة وقوى حليفة إقليمياً. وسيكون لبنان ساحة للصراع وصندوق بريد للرسائل الساخنة بين الطرفين.
لو كانت هناك دولة في لبنان، في الحدّ الأدنى، لما كان هناك عمل لمجلس الوزراء أو مجلس الدفاع الأعلى إلّا البحث في الطرق المناسبة لتجنّب الكارثة. ولكن بديهي ألّا تكترث السلطة لاحتمالات وقوع حرب إسرائيلية تدمّر لبنان، كما في تموز 2006، هي التي تحاول التغطية على زلزال 4 آب 2019 الذي يفوق حرب تموز تدميراً!
لذلك، لبنان متروك لاحتمال احتراقه بحرب إسرائيلية جديدة، كما هو متروك للانهيار المالي والنقدي والسياسي والاقتصادي، والأمني أيضاً. والضربة الإسرائيلية- إذا وقعت- ستستكمل مفاعيل الانهيار وتضاعف الخسائر ليصبح تعويضها مستحيلاً، إلّا بالرضوخ للمشيئات الخارجية الكبرى، أياً كانت مخاطرها على البلد.