كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: لميقاتي اسبابه لضخ اجواء ايجابية، وبدا بما قاله وكأنه يحاكي عون ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ويرد على المعلومات التي تتسرب عنهما. اذ ليس سراً ان مربض الحكومة لدى رئيس الجمهورية هو المداورة في الحقائب على ان يسري المبدأ على كل الوزارات بما فيها وزارة المالية والا فهو يصر على الداخلية من ضمن الحصة المسيحية، واذا لم تقر الاولى ولا الثانية فاللجوء الى الاسوأ وهو الحاجة الى اعادة النظر بالطائف. وفق وجود من يؤكد ان هذه ستكمل حتى نهايتها وسط من ينقل عن رغبة باسيل في الاستثمار بهذه النقطة مسيحياً في الانتخابات النيابية.
بعض المتفائلين ينقلون ان الحلحلة واردة في اي لحظة، وان مبعث تفاؤل الرئيس المكلف وجود حماس لدى عون لاخراج حكومة ومرونته تجاه تبني شخصية سنية للداخلية يتوافق بشأنها مع ميقاتي، آخرون ذهبوا ابعد بتوقع ان تبصر الحكومة النور الاسبوع المقبل.
بحصيلة الجلسات الخمس فان النتيجة صفر حكومياً ما لم يخرج ميقاتي بمعطى يقدمه ويعلن حلحلة ولو عقدة واحدة من العقد المستعصية. وفي غمرة التعطيل والاجتماعات التي لم تخرج الى العلن يلاحظ غياب المبادرين او اللاعبين الاساسيين على خط التشكيل اي الثنائي الشيعي. فعلى غير عادته يغيب رئيس مجلس النواب ويكتفي بدور المراقب من بعيد ومثله يفعل “حزب الله” الذي سبق ان حاول واصطدم بحائط مسدود. وكأن قناعتهما القديمة مع الحريري تتجدد مع ميقاتي بأن عون لا يريد نجيب ميقاتي ويرفع سقف شروطه لحثه على الاعتذار. ايام حساسة اذا لم يتم التدخل لتليين الاجواء الحكومية.
تعلق مصادر معنية بالملف الحكومي على الكلام الايجابي بالقول ان الهدف منه ابقاء الوضع تحت السيطرة امنياً واجتماعياً واقتصادياً لكن فان حقيقة الامور تقول ان ميقاتي نحو الاعتذار في حال لم يصر الى تذليل العقبات. فلا عون بوارد التراجع عن الداخلية ولا ميقاتي يتنازل عنها وهي شرط من شروط الحريري وأهمها ولا يمكن لميقاتي التنازل عنها. كما أن بري ليس بوارد التنازل عن المالية رغم وجود من توقع ان يكون ذلك هو الحل انطلاقاً من تجارب سابقة اعتادها رئيس المجلس بأن يجترح الحلول ولو على حساب حصته لكن مصادر متابعة استبعدت هذه الفرضية لالف سبب وسبب.
المطلوب من ميقاتي ان يشكل حكومة ضمن السقف الذي وضعه الحريري لانه لولا غطاء الاخير لما كلف ولكن هذا لا ينفي وجود مصلحة له بتشكيل حكومة انقاذية تحاكي المجتمع الدولي وتوقف التدهور المالي فيتحول الى منقذ ولكن في حال استمرت العراقيل سيقول اني حاولت. وما تفاؤله الا محاولة للضغط واحراج عون وباسيل.