باريس على خط التشكيل.. واتصالات سياسية موازية

8 أغسطس 2021
باريس على خط التشكيل.. واتصالات سياسية موازية

تتناقض التسريبات الاعلامية حول الملف الحكومي، اذ ان بعض ما ينشر يؤكد ان الاجواء في غاية الايجابية في حين ان معلومات اخرى تلمح الى سلبية مطلقة، الامر الذي يوحي بأن المسار الحكومي لا يزال ضمن اطره الضيقة ولم يأخذ اتجاهات خلافية حقيقية.

لكن في موازاة الحراك الحكومي الحاصل بين المعنيين المباشرين، يبدو ان الدولة الفرنسية تواكب المساعي الحكومية، وتقوم بخطوات مساعدة ومسهلة لعملية التشكيل، وان لم يكن هكذا امر يحصل بأطر مباشرة بل بعيدا عن الاستعراض الاعلامي.
وتعتبر مصادر مطلعة ان المواكبة الفرنسية بحد ذاتها، تدل على جدية الفرنسيين في التعاطي مع الملف الحكومي ورغبتهم ببدء مسار الانقاذ عبر تشكيل حكومة جديدة تتولى تلقي المساعدات منعا للوصول الى مراحل متقدمة جدا من الانهيار.

وبحسب المصادر فإن الفرنسيين لم تعد نظرتهم الى الساحة اللبنانية ورغبتهم بمنع الانهيار الكبير مبنية فقط على المخاوف التي ستنتج عن الانهيار في الساحة اللبنانية، بل انها باتت اكثر عمقاً وشمولية، ومرتبطة بتطورات الاقليم وموقعها منها.
وترى المصادر ان باريس مهتمة بتعزيز نفوذها، ليس في لبنان فقط، بل في المنطقة وهي تنظر الى رفع العقوبات عن ايران بوصفها فرصة جدية للدخول الى طهران مستثمرة في بعض القطاعات الاساسية والمهمة..
وتعتبر المصادر ان المدخل الى المنطقة، من وجهة نظر باريسية هو لبنان، والعلاقة الهادئة مع كل مكوناته ومنع انهياره كي لا يكون لقمة سائغة لبعض الدول الاقليمية المعادية لها، من هنا يمكن قراءة الاهتمام الفرنسي اللافت في التفاصيل اللبنانية.
وتؤكد المصادر ان الفرنسيين يتواصلون مع غالبية القوى السياسية ويسعون الى تذليل بعض العقبات الاساسية التي تعيق تشكيل الحكومة، في ما يبدو انه تصحيح لمسار قديم من التعاطي، او الاصح الاستفادة من اخطاء المرحلة الماضية وتعديل التكتيك السياسي المعتمد لانجاح تشكل الحكومة.