دعا العلامة السيد علي فضل الله في أولى محاضراته القاها في المجلس العاشورائي في “قاعة الزهراء” في “مجمع الحسنين” – حارة حريك، إلى “محاربة الفساد في الواقع كما نرفضه في التاريخ”.واستهل فضل الله محاضرته بالحديث عن “معاني الهجرة النبوية الشريفة، وكيف استطاع المسلمون من خلال وحدتهم وتكاتفهم وانفتاحهم على الأديان الأخرى ومد جسور التواصل معهم، أن يبنوا انموذجا يحتذى به وان يفتحوا قلوب الآخرين.أضاف: “ونحن أيها الأحبة عندما نتحدث عن الفساد لا نقف عند فساد الحاكم وإن كان فساده أبرز مظاهر الفساد، ولأن فساد العامة من فساد الحاكم، بل نتحدث عن فساد الموظف عندما يرتشي وعن فساد التاجر عندما يحتكر ويغش وعن فساد المسؤول عندما يستغل الموقع لحسابه وفساد عالم الدين عندما يسخر الدين لحسابه. لذلك نحن مدعوون في هذه السنة أن نعبر عن ولائنا للحسين ولكل الدماء الزاكيات في كربلاء، لذلك كان شعارنا هذه السنة عاشوراء ثورة على الفساد لنواجه به الفساد الذي استشرى والذي ارهق واقعنا وبدد ثرواتنا، ولنبدأ فيه بأنفسنا بان ننزع منها أي فساد دخل إليها وبعد ذلك ندخل في كل مفاصل حياتنا لنعالجه، وإن لم نستطع فلنواجه بالكلمة أو الموقف وبذلك نخلص لعاشوراء ونثأر من الذين وقفوا في وجه الحسين وأصحابه وأهل بيته”.
وتابع: “لنقف ضد الفساد الذي يعششع في مفاصل الدولة عندنا، فلا يكفي أن نرفض الفساد في التاريخ، بل أن نرفض الفساد والفاسدين في الحاضر، فلا يكفي أن نذرف الدموع على الحسين أو نقيم المجالس على اسمه فحسب، فيما نحن نجامل الفاسدين أو نرفعهم على الأكتف لانهم من طائفتنا أو مذهبنا”، معتبرا أن “مواجهة الفساد لا تتم إلا من خلال توحد كل جهود المصلحين والعاملين في هذا المجال، والا يسمحوا للفتنة أن تحدث بينهم”، محذرا من “المواقف والكلمات وردود الفعل التي تؤدي إلى توتير الساحة الداخلية أو خلق التشنجات التي تأخذ ابعادا طائفية ومذهبية وسياسية، في وقت البلد احوج ما يكون إلى الكلمات الطيبة التي تقرب القلوب والعقول لا التي تباعد بينها”.