لهذه الأسباب لا تستطيع إسرائيل التوسع في هجوم مضاد على لبنان

10 أغسطس 2021
لهذه الأسباب لا تستطيع إسرائيل التوسع في هجوم مضاد على لبنان

نشر موقع مركز “ستراتفور” الأميركي للدراسات الإستراتيجية والأمنية تقريراً يتناول الحديث عن أسباب عزوف إسرائيل عن شنِّ هجمات على لبنان على الرغم من الهجمات الصاروخية القادمة من لبنان على تل أبيب.

 
وخلُص التقرير إلى أن إسرائيل، على الرغم من قدرتها على إدارة صراع متعدد الجبهات، فإنها تخشى أن تستغل حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان هذا الصراع من أجل استئناف شن هجمات ضدها، ومن ثم ستخاطر بإشعال صراع متعدد الجبهات، وفق ما ذكر موقع “ساسة بوست”. مخاطرة بإشعال صراع أكبر
ويشير التقرير في مستهله إلى أن محاولة إسرائيل الرامية إلى ردع إطلاق الصواريخ من لبنان تخاطر بإشعال صراع أكبر مع بيروت وحزب الله على حدود تل أبيب الشمالية، كما تُحفِّز المسلَّحين في غزة أيضًا لاستئناف شن الهجمات على حدودها الجنوبية.

 
وكانت إسرائيل قد شنت غارات جوية على جنوب لبنان في ليلة 4 آب، واستهدفت المواقع التي أُطلِقَت منها الصواريخ على شمال إسرائيل في اليوم السابق لشن الغارات.
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن الهجوم كان “يهدف إلى إرسال رسالة” إلى أحد الفصائل الفلسطينية النشطة في لبنان، التي يعتقد غانتس أنها شنَّت الهجمات الصاروخية الأخيرة على إسرائيل.
 
كذلك، حذَّر غانتس من أن إسرائيل “يمكن أن تتخذ قرارات أشد صرامة”، ولكنه تمنى ألا تصل تل أبيب إلى هذه المرحلة، وفق ما ذكر “ساسة بوست”. 
 
ومن الجدير بالذكر أن شن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية نادرة نسبيًّا، وتزعم إسرائيل أنها لم تُنفِّذ مثل هذه الهجمات منذ عام 2014. وتتردَّد إسرائيل في استخدام القوة ضد لبنان خوفًا من إشعال فتيل صراع آخر مع حزب الله على غرار الحرب التي اندلعت عام 2006.حزب الله يكثِّف إطلاق الصواريخ على تل أبيب
وينوِّه التقرير إلى أن وتيرة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان قد ارتفعت في العام الماضي، ويميل إلى الارتفاع خلال ساعات الصراع والتوتُّر بين القوات الإسرائيلية والمُسلَّحين الفلسطينيين. ومن ثمَّ، يُضفي التصاعد الأخير للتوتُّرات في غزة مصداقية على النظرية التي تفيد بأن مجموعات فلسطينية مُسلَّحة قائمة في لبنان، مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، شنَّت هذه النوبة الأخيرة من إطلاق الصواريخ على إسرائيل.ونظرًا إلى أن البلدين لا يزالان نظريًّا في حالة حرب، فقد تستفز الغارات الجوية الإسرائيلية داخل لبنان حزب الله أو حتى الجيش اللبناني لرد الهجوم. ومع ذلك، قد تدفع مخاطر نشوب صراع أكبر لبنان أيضًا إلى أن تصير أكثر فعالية في الجنوب من أجل وقف الهجمات الصاروخية. ومن المُرجَّح أن يكون المسلَّحون الفلسطينيون، الذين ينحاز بعضهم إلى سوريا وإيران، قد شنُّوا الهجمات الصاروخية الأخيرة على إسرائيل. مخاوف من استئناف حماس الهجمات
ويؤكد التقرير أن استمرار شن الهجمات على لبنان سيؤدي إلى تحفيز حركة حماس الفلسطينية المُسلَّحة التي تتخذ من مدينة غزة مقرًّا لها لاستئناف شن هجمات صاروخية على إسرائيل. وفي ظل تشتُّت إسرائيل بسبب اندلاع أزمة أمنية جديدة على حدودها الشمالية، ربما تنتهز حركة حماس الفرصة لشنِّ حملة عسكرية جديدة في محاولة لانتزاع تنازلات جديدة من الحكومة الإسرائيلية.