جديد الحكومة غياب فرنسي ومسودة تُبقي القديم على قدمه

12 أغسطس 2021
جديد الحكومة غياب فرنسي ومسودة تُبقي القديم على قدمه

كتبت غادة حلاوي في” نداء الوطن”: يريد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والحلقة الملاصقة له تشكيل حكومة في لبنان كسبيل وحيد لإستعادة زمام الامور داخلياً ودولياً. لكن السفيرة الفرنسية لم تخف لمقربين خلاصة ما توصلت اليه جراء الاوضاع المعقدة في لبنان والتي دفعتها الى القول ان لا حكومة في لبنان على ما يبدو، وان الاجواء ستبقى على ما هي عليه حتى الانتخابات النيابية. وانهم نصحوا المسؤولين في بلدهم بان ملف لبنان بالغ التعقيد والدخول اليه دونه اعتبارات كثيرة يجب أخذها بالحسبان. وتنقل مصادر مطلعة على الموقف الفرنسي وجود فريق في الادارة الفرنسية غير راضٍ عن ادارة المعنيين لهذا الملف، كذلك الامر فان الاتحاد الاوروبي غير راضٍ عن التعاطي الفرنسي مع الملف اللبناني. وفي لبنان الأمر لا يختلف كثيراً، ففرنسا التي دخلت بكل قوتها على خط تشكيل الحكومة منذ ما قبل تكليف السفير مصطفى اديب، بدأت تتراجع تدريجياً حتى وصلت الى حد الاستفسار عن بعد عن احوال الحكومة من الرئيس المكلف والمعنيين الآخرين، فيما اي خطوات عقابية غير مؤكدة بعد رغم التهويل الاعلامي. وحتى هذه العقوبات وان وقعت فستكون غير ذي جدوى ومن شأنها ان تضاعف التعقيدات ولا تزيلها.
كل الاجواء المحيطة سلبية بالمطلق. حتى المسودة التي اعلن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي تسليمها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون مجرد تغيير في التكتيك. فبدل البحث النظري انتقل ميقاتي الى الشق العملي فأعد مسودة لا تتضمن اي جديد فأبقى توزيع الحقائب على الطوائف على حاله محتفظاً بحقيبتي الداخلية والعدل من حصته، ما يعني أن العقد لا تزال على حالها. تسلم عون المسودة واعداً بدراستها خلال اجتماع اضافي سادته الليونة بين الطرفين أعقب اجتماعاً ملبداً الجمعة الماضية ،استدركه رئيس الجمهورية من خلال اتصالات لترطيب الاجواء. سارع ميقاتي بعدها لوضع رئيس مجلس النواب نبيه بري في حقيقة العقبات التي تعترض عمله والتي تتلخص بأن عون لن يسهل لميقاتي تشكيل حكومة ويقدمها على طبق من فضة، وميقاتي يعرف ان عون وصهره لا يريدانه ومع ذلك فالرجل يريد ان يلاقيهما الى آخر المشوار مفوتاً فرصة استغلال اي كلمة سلبية من قبله.