كلفة الكتاب أعلى من سعر مبيعه.. ودور نشر تقاوم لتبقى

13 أغسطس 2021
كلفة الكتاب أعلى من سعر مبيعه.. ودور نشر تقاوم لتبقى

كتبت زيزي إسطفان في “ننداء الوطن”: في زمن الجري وراء لقمة العيش الهاربة واستجداء قبس من ضوء كهرباء غائبة هل من مكان للكتب بعد؟ وهل تملأ القراءة البطون الفارغة ويحيي الكتاب الفكر الذي تشلّه الهموم اليومية؟ وسط عالم عربي مهزوم بأغلبيته وآخر منطلق بسرعة الضوء نحو المستقبل أين بات موقع لبنان وكتبه وإصداراته؟ اسئلة صعبة تحاول دور النشر أن تقدم لها إجابات من قلب الواقع المأزوم.
 
دور نشر تقاوم لتبقى و تستمر بسلاح بات من خارج هذا الزمن، وبعين الكلمة والفكرة تقاوم مخرز الانهيار والتدمير الممنهج والقتل والدمار والجهل، من الضعف تستمد قوة وتواجه بإصرارها وإصداراتها وإسعار كتبها زحف التصحّر الفكري الهاجم على لبنان من باب الانهيار الاقتصادي والسياسي والتعليمي والقيمي. ورغم كل الصعاب المادية وكلفة انتاج الكتب، ورغم إقفال العالم لابوابه تفتح دور النشر صدرها للكتاب والقراء وإن بشقّ النفس لتترك أمام الناس خياراً آخر في خضم الواقع المظلم.
 
إصدارات انتقائية
دار رياض الريّس كانت تطبع أكثر من 50 كتاباً في السنة لكنها اليوم بالكاد تطبع خمسة او ستة كتب بعد أن باتت طباعة الكتب مكلفة جداً وسعر بيعها يصعب أن يرد كلفتها ولا سيما أنها تباع بالليرة اللبنانية. وتقول السيدة فاطمة الريس وهي مسؤولة الدار “قد لايكفي بيع ألف نسخة حتى يرد الكتاب كلفته”. الازمة التي تعيشها دور النشر معقدة، صحيح أن كلفة الطباعة وسعر الورق لم يتغيرا لكنهما باتا بالـ”فريش” دولار فيما المبيع بالعملة اللبنانية ويصعب رفع سعر الكتب لأنها قد لا تباع حينها، والأسعار تدور حول 40000 ليرة لتكون في متناول الجميع.
 
“حفاظاً على استمراريتنا، تقول الريس، بتنا نستثمر في الكتب الانتقائية التي نعرف أن لها قراءً وكذلك لكتابنا الذين اعتدنا نشر انتاجهم الفكري ومؤخرأً اصدرنا كتباً لنخبة من الكتاب مثل فواز طرابلسي، غسان شربل، فضل الربيعي وسواهم لكن طباعة الكتب بشكل عام تراجعت جداً”.
 
معرض الشارقة
هذا واقع الحال في بيروت ولكن ماذا عن معارض الكتب في الدول العربية التي كان لدور النشر اللبنانية حضور قوي فيها؟ هل بدأ لبنان يغيب عنها ويتراجع دوره فيها؟ تقول الريس: لطالما كان اعتمادنا على المشاركة الفعالة في المعارض العربية، لكنها كلها متوفقة اليوم بسبب جائحة كورونا، وحده معرض الشارقة بقي مستمراً وسوف يكون لنا مشاركة فيه فيما لسنا متأكدين من مصير معارض الدوحة والكويت والرياض هذا العام وحتى معرض الشارقة لم يشهد الإقبال المعهود وتراجع رواده الى النصف بسبب جائحة كورونا بعدما كان يشهد كسواه من المعارض العربية إقبالاً كثيفاً. أما معرض بيروت الدولي للكتاب فقد غاب لسنتين وحتى الآن لا إعلان بعد عن إمكانية إقامته هذه السنة والعقبات أمامه كثيرة فلا دور النشر لديها القدرة على الدفع والمساهمة ولا الناس مهيأون لشراء الكتب في الوقت الحالي مع اشتداد وطأة الأزمة الاقتصادية يوماً بعد يوم”.
 
بالكلمة نحارب الموت
أزمة دور النشر في لبنان أبعد من بيروت وأزمتها الاقتصادية والسياسية بحسب ما تراها رشا سليم الأمير فالعالم العربي بأكمله شبه مدمر من العراق الى اليمن وفلسطين وسوريا يسوده الفقر والاضطرابات وباتت شعوبه غير قادرة على الحصول على حق أساسي من حقوقها ألا وهو التعلم، لذا بات من واجب دور النشر الوقوف في وجه القتل من خلال الكلمة، وإحياء الإنسان بالكتب. تصرّ “دار الجديد” على لعب هذا الدور وتسعى لتأمين كتبها مجاناً لكل من يحتاج إليها وتأمينها بشكلها الإلكتروني عبر موقع الدار.