“حياد”حزب الله الحكومي.. هل ينسحب على ادائه الداخلي؟

15 أغسطس 2021
“حياد”حزب الله الحكومي.. هل ينسحب على ادائه الداخلي؟

منذ مدة، وبعض المطلعين على الموقف الفرنسي ينقلون استغرابا وانزعاجا فرنسياً من وقوف “حزب الله” على الحياد في الملف الحكومي، والحياد من وجهة النظر الفرنسية، هو عدم التدخل من اجل حل الازمة وتسريع ولادة الحكومة والضغط على من يمون عليهم الحزب لتقديم التسهيلات.

لكن الحزب الذي يبتعد بشكل واضح عن الدخول في الاشتباكات الحكومية، يرى ان عليه ان يبقى بعيدا عن المناكفات، لاسباب كثيرة اولها انه ليس في وارد فتح جبهة سياسية جديدة يكون هو احد اطرافها، خصوصا انه يفضل ولادة الحكومة ولا يريد زيادة التعقيدات فيها.وترى المصادر ان الحزب لا يرغب بالضغط مجددا على الرئيس ميشال عون خصوصا ان الحراك السياسي الذي قام به سابقا، ايام الرئيس سعد الحريري، استغل اعلاميا للايحاء بأنه يقف ضد حليفه المسيحي، حيث حصلت توترات اعلامية بينه وبين “التيار الوطني الحر” هو بغنى عنها، لذلك يبتعد الحزب اليوم عن اي تدخل او وساطة مع قصر بعبدا.

وتلفت المصادر ان الحزب اتخذ قرارا في المرحلة الماضية يقوم على عدم خوض اي معركة سياسية في الداخل اللبناني، خصوصا اذا كانت لا تخصه بشكل مباشر، اذ انه، وبسبب المعارك الحكومية والرئاسية التي خاضها سابقاً من اجل حلفائه، تم إلباسه لباس السيطرة على البلد وهو غير راغب في هذا الامر.اضف الى كل هذه الاسباب، فإن الواقع الحالي يوحي بأن المعركة الحالية ستظهر الحزب لاعبا اساسيا في الحكومة المقبلة، اقله اعلاميا، وهو قد يكون غير مستعد لتحمل تبعات الذهاب لطلب مساعدة صندوق النقد الدولي الذي بات محسوما حكوميا.حياد الحزب الحكومي قد لا يكون تكتيكا سياسيا بل ربما سيصبح استراتيجية حزبية معتمدة لدى حارة حريك في كل القضايا التي لا تأخذ معاني استراتيجية، وهذا الامر قد يستمر الى ما بعد الانتخابات النيابية المقبلة.وبحسب المصادر ذاتها فإن التطورات الاقليمية تفرض على الحزب السعي لتقليل التوترات الداخلية وهذا ما ظهر من خلال تجنبه اي اشتباك سياسي او ميداني في الاسابيع المقبلة، ولعل احدى اساليب تجنب التوتر الاهلي والسياسي والطائفي هو الابتعاد قدر الامكان عن اي كباش سياسي لا لزوم له..