اشتباك المستقبل “التيار”.. المعركة الانتخابية بدأت!

16 أغسطس 2021
اشتباك المستقبل “التيار”.. المعركة الانتخابية بدأت!

لا يخرج الاشتباك السياسي والاعلامي الكبير الذي بدأه امس تيار المستقبل من جهة والتيار الوطني الحر وقصر بعبدا من جهة اخرى ، عن اطار بدء الحملات الانتخابية للقوى السياسية الاساسية في لبنان، وتركيز قيادة هذه القوى على امر واحد لا غير ، وهو الانتخابات.

ولعل، القاسم المشترك بين التيارين، المستقبل والوطني الحر، انهما الاكثر تضررا من الحراك الشعبي الذي حصل في ١٧ تشرين الاول عام ٢٠١٩، وان كل الاحصاءات تؤكد انهما خسرا نسبة لا بأس بها من جمهورهما بسبب ما حصل.وليس تفصيلا ان تكون وزارة الداخلية، وبعيدا عن الاهداف الميثاقية لكلا الطرفين، هي مطلب مشترك لهما، ما يوحي بأن همّ التيارين الاساسي هو الانتخابات النيابية، مع ادراكهما انهما تعرضا لانكاسة جماهيرية يجب تعويضها مهما حصل.

وبحسب مصادر مطلعة فإن الاشتباك السياسي، هو الاسلوب التقليدي الذي تعتمده القوى السياسية لشد العصب السياسي والشعبي لجمهورها ، كما ان الذهاب باتجاه التشدد السياسي يعتبر سمة مشتركة لمختلف القوى السياسية قبل الانتخابات، لان في الامر تجييشا حزبيا واحيانا طائفيا ومذهبيا، تظهر نتائجه في صناديق الاقتراع.من هنا، ترى المصادر ان المبالغة بردود الفعل الاعلامية بين التيار الوطني الحر وبيت الوسط سيكون عنوان المرحلة المقبلة، ولن يكون انفجار عكار او قضية رفع الدعم احداثا يتيمة تؤدي الى الاشتباك العوني – المستقبلي العالي السقف اعلاميا وسياسيا.وتؤكد المصادر ان المستقبل يعتبر انه لا وجود لاي “كيمياء” بين الوزير جبران باسيل وتياره وبين الشارع السني، وان الاشتباك معه يعطي نتائج جدية على المستوى الشعبي، وفي ظل وجود حدود سياسية للاشتباك مع “حزب الله” لاعتبارات حريرية، فإن كل التركيز سيكون على العهد والتيار الوطني الحر.في المقابل يشهد العونيون ما يمكن وصفه بترميم لحالتهم الشعبية بعد الاشتباك السابق مع الحريري في قضية رفع الحصانات وتشكيل الحكومة، لذلك هناك قناعة بان الاستمرار بالاشتباك معه سيعطي نتائج جدية اكثر تمكن التيار من تخطي جزء من خسائره الشعبية.هكذا يمكن القول ان الانتخابات النيابية باتت تتحكم بجزء من الخطاب السياسي في لبنان، لا بل بجزء من السلوك السياسي ايضا، وهذا ما سيظهر جليا خلال المرحلة المقبلة.