إنتظام ميزان العدالة يحدد مآل مهمة ميقاتي و”العدل اساس الحكومة”

18 أغسطس 2021
إنتظام ميزان العدالة يحدد مآل مهمة ميقاتي و”العدل اساس الحكومة”

صحيح أن اشاعة الاجواء الايجابية  وتعميم الارتياح في هذا الوضع الضاغط على اللبنانيين  أمر جيد لا بل مطلوب، ولكن الصحيح أيضا ان الافراط في هذا النهج قبيل كل اجتماع يعقده الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية وفور انتهائه، حتى قبل ان يكون ميقاتي عاد الى دارته، يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول نية “الجهات  المغتبطة بالايجابية”وما اذا كان الهدف هو الايحاء بتسهيل مهمة الرئيس المكلف والتغطية على العراقيل  التي تصادفه في عملية التأليف.
والملفت ان ” صانعي التفاؤل” يريدون من فريق رئيس الحكومة المكلف مجاراتهم في هذا النهج، لكن القاعدة الميقاتية المعروفة “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان “تنسحب ايضا على فريقه الذي لا يقول الا ما ينبغي قوله بدقة وصدق وامانة مهنية واخلاقية.
بعد ١١ اجتماعا مع رئيس الجمهورية، لا يزال الرئيس المكلّف مثابرا على عمله، محددا في قرارة نفسه مهلة واضحة لانجاز مهمته ووضع الامور في نصابها الصحيح.
صحيح انه من النوع المنفتح على “النقاش الايجابي والبناء” وقبِل المهمة لانه يرى فيها نافذة امل للبلد، لكن الصحيح ايضا انه ينطلق من الثوابت الوطنية والسياسية المعروفة، ويعمل وفق جدول حدده بنفسه ، وليس  وفق ما يحاول البعض فرضه عليه، ايحاء او مباشرة، لا سيما لجهة موعد التشكيل او  اعلان الموقف النهائي.
ولانه حدد مهمة حكومته بمسألتين اساسيتين هما معالجة الملفات المالية والاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع الهيئات الدولية المعنية، واجراء الانتخابات النيابية والبلدية في موعدها، فهو  ينطلق في تشكيل الحكومة واختيار وزرائها وفق هذا التوجه.
ولان “العدل اساس الملك” فهو  يحرص على ان تكون الشخصية التي ستتولى حقيبة العدل حيادية ونزيهة وغير محسوبة على اي فريق سياسي، حتى لا تتحوّل الوزارة ساحة لتصفية الحسابات السياسية بالقانون.
ولان هيبة القضاء اصيبت بتصدعات اساسية بفعل ممارسات قضائية شعبوية وسياسية سادت في الفترة الماضية، يحرص الرئيس المكلف على الاتيان بوزير يتمتع بالسلوك الحسن والرصانة الضرورية وبتحقيق التوازن بين جناحي العدالة واعادة ثقة الناس بالقضاء.
انتظام ميزان العدالة هو اساس العمل الراهن، ومن دونه يستمر  الانفصال عن الواقع المرير كما هو ، حيث يحلو للبعض ترداد ما يقوله” الاخوين رحباني” في مسرحية “الشخص”:ما في مظلومين ولا في محرومين .. والعدالة نايمة.. نايمة.. بين النايمين ..
درت بهالليالي حول بيوت الناس .. بلكي بسمع شكوى من حدا من الناس ..
كلن نايمين .. كلن مبسوطين ..  والعدالة نايمة.. نايمة.. بين النايمين ..”
ولان الواقع مختلف تماما، ولا يشبه حال النكران التي يعيشها البعض، يريد ميقاتي ان يكون عنوان حكومته القول الرحباني” زهرة التواضع زينة الأحكام .. والسهر عالرعيّة واجب الحكّام..”