ميقاتي باق وماض في مساعي تشكيل الحكومة

19 أغسطس 2021
ميقاتي باق وماض في مساعي تشكيل الحكومة

الخبر اليقين هذا الصباح ان رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي ماض  في مساعيه لتذليل العقبات المستجدة والمعروفة  لتشكيل الحكومة، خلافا لكل السيناريوهات والتسريبات التي حفل بها يوم امس، بدءا بتسريبة عن لقاء مزعوم بين ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال عون ، لم يكن مدرجا اصلا على جدول الرئيس المكلف ليوم امس ، مرورا بكشف تفاصيل المساعي  وهوية  المشاركين بها، وصولا الى الحديث ليلا عن اعتذار  وشيك وسيناريوهات هوليودية لطريقة الاعتذار.
وكان لافتا ليل امس انشغال مصادر اعلامية معروفة بتوزيع تسريبات  مفخخة على بعض وسائل الاعلام تحاول تحميل مسؤولية  تعثر الاتصالات الحكومية للرئيس المكلف، وهي كذبة يعرف مطلقوها ومروّجوها انها  لا تنطلي على الرأي العام ولا على العارفين بكواليس الاتصالات الحكومية.
فالقاصي والداني  يذكر  ان الرئيس المكلف أكد  منذ اليوم الاول وبوضوح كلي، انه قبل المهمة الصعبة سعيا لمعالجة ما يمكن معالجته من مشاكل ووضع البلد على سكة التعافي، وانه يتطلع الى تشكيل فريق عمل يتلاءم مع متطلبات المرحلة بعيدا عن الغام التعطيل الرقمية والاسمية التي سادت عمليتي التشكيل السابقتين وعطلتهما.
وعلى هذا الاساس كان تعاون الرئيس المكلّف بانفتاح كلي وايجابية مع رئيس الجمهورية ميشال عون، من دون التوقف عند مسائل لم يكن ليقبل بها لو كان الظرف الذي يعيشه الوطن عاديا، لكنه آثر التعاون بكل ايجابية لتمرير المرحلة الصعبة على اللبنانيين.
قد يكون البعض وجد  في الطبيعة الايجابية للرئيس المكلف والتي كان يطل بها على اللبنانيين بعد كل لقاء مع رئيس الجمهورية، فرصة لمحاولة نصب فخ  مبكر عبر المبالغة في الايجابيات قبل كل لقاء كان يعقده الرئيسان وبعده، للقول لاحقا “ان بعبدا قدمت كل التسهيلات والمشكلة عند الرئيس المكلف”.
هذا السيناريو لم يتأخر واضعوه في الكشف عنه باكرا، بما اسقط من يدهم ورقة اعتقدوها صالحة لفترة اطول، لكنها انتهت عمليا كقنبلة صوتية بمفعول ساعات قليلة.
واذا كان السؤال البديهي بعد كل ما سبق ذكره ، هو ماذا بعد ، فالجواب الطبيعي والاكيد  هو ان الرئيس المكّلف يعمل  انطلاقا من قناعاته الوطنية والشخصية ، لا وفق ما يريده الاخرون ويعتقدون واهمين بامكان تغيير ما هو مقتنع به. كما انه يعمل على ايقاعه هو ، ووفق جدوله هو، لا وفق رغبات من يحيك السيناريوهات  داخل الغرف المغلقة، معتقدا ان الباب المقفل يمكن ان يخفي الحقيقة الواضحة للعموم.
امام الجميع فرصة الافادة من وجود شخص ارتضى ان يحمل بيده كرة مشاكل وانهيارات على امتداد الوطن،  وقف صانعوها يتفرجون على اشتعالها وارتفاع لهيبها لسنوات ، من دون ان يحركوا ساكنا .
فيا اصحاب الضمائر النائمة استفيدوا من فرصة وجود من اقدم صادقا لخوض مغامرة الانقاذ، لتتجنبوا لعنة التاريخ  عليكم، وثورة شعب حي “تبهدل وجاع” وحظه  السيء جعله  يعيش تجربة النهج المدمّر مرتين.