على صفحته الفايسبوكية، دوّن مواطن يعيش على متن “تايتانيك لبنان” مشهدية تشبه محاكاة جلسة تحقيق لأحد الموقوفين، ولسبب ما أمام عناصر جهاز أمني ، فكتب:
لستُ أكتب هذه الكلمات
دعماً لمَعنويّاتك
فأنا أعرفُ سُمُوَّها ودرجتَها العالية
بل أكتب لأنّني أردتُ توثيق هذه اللحظة
وأنا أرى مستقبل لبنانَ ناصعاً في عينيك.
هذه الكلمات سوف تندرج حتماً في كتاب التاريخ
وستقرأها أجيال لبنان القادمة باعتِزاز.
أنت ستمثل بعد ساعات
أمام محقّقٍ يجلس على كرسيٍّ “منتوف”
سيدَوِّنُ إفادتك
على “قفا ورقة” يُعادُ استخدامها
بسبب أزمة ورقٍ
في دوائر دولة غارقة بالفشل، تماماً كما فعل معي المُحَقِّقُ المأمور
الذي أوكِلَت إليه
مهمّة استجوابي ذاتَ يَوم.
سوف يكتبُ المحقِّقُ بيده على ورقة
من دون استخدام الكيبورد( Keyboard) المحنّط أمامه
لأن طابعة الحاسوب
قد نَسِيَت طعمَ الحِبر،
تماماً كما نسي المُحقق
طعمَ الشاورما وربّما الخُبز.
أدعوك أن تُشفِق على عاملي مكتب التحقيق
فهُم جاؤوا سيراً على أقدامهم
لعدم توفّر الوقود، ويجلسون وراء مكاتبهم
من دون تكييف بِسبب غياب الكهرباء.
عليك أن تعلم أن الذي سيطرح عليكِ الأسئلة
سألته زوجته باكراً:
“شو بدنا نطَعمي الأولاد اليوم”؟
نظام سياسي مشلول
لا يحسن صنع شيء
سوى التشفّي مِمّن اكتشف فشله
ورفض الواقع المَرير
وسَعى لإثباتِ بلوغه الرُشدَ السياسي.
سأنتظرك عند مدخل مكتب التحقيق لكي نتابع واجبنا الجهادي النقيّ ولنعاود كتابة المسرحيّات
كرافد ثقافي للتغيير السياسي ولعقد جلسات عصف ذهني
بحثاً عن أفكار تخدم نهوض الوطن، ولنغوص في قاع البحر
بمحاذاة المكبّات العشوائية
لنكشف الفساد البيئي
ولننقل المساعدات الطبية وغيرها
إلى أي محتاج في كلّ المناطق.
سنُثبت للعالم أجمع
أن هذا الجيل مِن شعب لبنان قد استفاد مِن كلّ التجارب ويستطيع أن يبني وطناً يعيش فيه الإنسان بكرامة.
وقبل أن توقّع على محضر أقوالِكِ
أكتب لهم بثقة:
نعمَل لأجلِكُم