أكد عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور باسم الحزب التقدمي الإشتراكي، خلال تشييع الحزب وبلدة ينطا في قضاء راشيا المهندس يوسف قاسم كمال في مأتم شعبي، أن “هذه المعاناة التي يعانيها المواطن اللبناني يجرها علينا منطق اللامسؤولية السياسية، ومنطق الجشع السياسي الذي لا يزال يتحكم في تشكيل الحكومة، والرغبة في الحصول على المقاعد والمواقع والمناصب والمعادلات الخشبية الجامدة داخل الحكومة، ثلث معطل وغيره”، وقال: “إن لبنان اليوم يحتاج إلى أن يتصالح مع الشرعية العربية والشرعية الدولية، لأن أمامه وأمام الحكومة العتيدة، إذا ما تشكلت، مسارا طويلا عليه أن يخوضه مع المؤسسات الدولية والمؤسسات النقدية الدولية لوضع برنامج لإخراج لبنان من مأزقه الاقتصادي والمعيشي والحياتي والمصيري الذي يمر به”.
أضاف: “تثكل ينطا اليوم بوفاة الرفيق يوسف، وقد ثكلت قبل أسبوع بوفاة الشاب الكادح يحيى يحيى الذي كان يلتقط رزقه ورزق عياله من باطن الأرض فغدر غدرا في حادث مأسوي نتمنى أن تكشف الأجهزة الأمنية المعنية عن حقيقة هذه الجريمة وهذا الغدر، وقد ثكلت ينطا في زمن الجائحة التي دهمت أبناءها الأعزاء وقسما من ابنائها الذين نفتقدهم اليوم، وهم كثر أذكر منهم، الأستاذ سالم اشتي وسلمان علاء الدين والاستاذ رمزي الحلبي وغيرهم من الذين قضوا في هذا الزمن الصعب”.
وتابع: “تثكل ينطا اليوم بأحد أبنائها، وهو رجل أخلاق تزين بزينة الرجال في الزمن الصعب فامتشق سلاحه ودافع عن الوجود والكرامة والارض والعرض، فكان في مقدمة الذين تحفزوا في الدفاع عن مجتمعه. وتثكل ينطا بالرفيق يوسف، الذي تزين بالعلم فاستغل علمه لأجل وطنه ومجتمعه، فما أخذت منه الشهادات مأخذا ولا قاده العلم إلا إلى حسن الانتماء وحسن الخيار على عهده لفكر ومدرسة كمال جنبلاط الذي آمن بالنخبة العاملة والمجتهدة، لا نخبة من يتنكر لمجتمعه وتدير ظهرها له”.وأردف: “تزين الرفيق يوسف بالأخلاق فكان قيمة أخلاقية في مجتمعنا من دون زهو أو تفاخر، فانتمى إلى الحزب بحق، فكان انتماؤه صادقا وصافيا وصميما حتى في هذا الزمن الصعب، زمن التنكر لحزب كمال جنبلاط ووليد جنبلاط حتى في هذا الزمن، زمن الجحود. لقد كان متمسكا بما قام به هذا الحزب وهذا الفكر وهذا الارث، وكان وفيا وأمينا، وكان يلهج بانتمائه الحزبي الصادق، حتى في هذا الزمن الذي باتت فيه وسائل التخريب الاجتماعي لا تقيم وزنا لكل التضحيات والنضالات والشهادات. وتابع بالحد الادنى يوم وقف هذا الحزب ليحفظ كرامة هذا المجتمع. وعندما وقف ليحفظ وجود هذا المجتمع وبقاءه، فكان الرفيق يوسف من كثرة وليس من قلة تعرف وتبصر حقيقة الأمور وتعلن انتماءها الواضح”.وقال: “كان الرفيق يوسف مثالا صادقا واضحا معلنا للتقدمي الاشتراكي الحقيقي في اخلاقه وانتمائه وحسن رؤيته للامور، وكان مؤمنا وصابرا وقابلا وشاكرا وحامدا، فالصبر في عقيدتنا التوحيدية منزلة، والرضى في عقيدتنا التوحيدية منزلة أعلى من الصبر، والقبول والشكر والحمد في عقيدتنا منزلة أعلى من منزلة الصبر والرضى والتسليم. ولا أبالغ إذا قلت إن الرفيق يوسف اختصر كل هذه المنازل في شخصيته. لقد زرته في أيامه الاخيرة، وكان المرض ينهش جسده، وكان يعرف حقيقة المعرفة أن المرض ينهش بينانه وأن أيامه باتت معدودة، ففوجئت في ايمانه وقبوله ورضاه وحمده وشكره. لقد زرناه لنواسيه فوجدناه يواسينا”.أضاف: “ربما لم يتزين الرفيق يوسف بزي التوحيد، لكنه تزين بمزايا التوحيد. ومن مر عليه ما مر على الرفيق يوسف من صعاب ومآس، وصبر عليها وقبل ورضي بها وسلم لها كما فعل، فهو من أهل التوحيديين الحقيقيين، ومن أهل الايمان الحقيقيين. وفي ميثاقنا التوحيدي، يختصر مذهب التوحيد في كلمتين، والطاعة هي العبادة، وقد كان طائعا وعابدا وراضيا ومسلما”.وتابع: “يرحل الرفيق يوسف في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم، حيث عانى كما عانى كل مواطن لبناني فوق مآسيه وصعابه وجراحه وأوجاعه، هذه المعاناة التي يجرها علينا منطق اللامسؤولية السياسية، ومنطق الجشع السياسي الذي لا يزال يتحكم في تشكيل الحكومة، والرغبة في الحصول على المقاعد والمواقع والمناصب والمعادلات الخشبية الجامدة داخل الحكومة، ثلث معطل وغيره، وهذه الحقيبة لهذا الطرف وتلك الحقيبة لذاك الطرف، كأن المواطن اللبناني ما زال يمتلك ترف الرفاهية والانتظار لاتفاق المسؤولين على تشيكل حكومة تؤدي دورا ما في لجم الانهيار ووضع حد للخروج من هذه الأزمات”.وأردف: “نحن نعرف حجم الصبر الذي يبديه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وحجم المرونة التي يبديها، ولكن كحزب تقدمي اشتراكي نعتقد أن وتيرة النقاش الحالي التي تسير بها الحكومة لا تستقيم مع حقيقة الأوضاع ولا تأخذ في الاعتبار حقيقة المآسي التي يمر بها المواطن اللبناني”.وختم أبو فاعور: “آخر ما يحتاج إليه المواطن اللبناني اليوم، والدولة اللبنانية أن تضع نفسها في موقع التعارض مع الشرعية الدولية ايا كانت المقاصد من أي خطوات تريد بعض الأطراف أن تقدم عليها، فلبنان اليوم يحتاج الى ان يتصالح مع الشرعية العربية والشرعية الدولية، لأن أمامه لبنان وأمام الحكومة العتيدة إذا ما تشكلت مسارا طويلا عليه أن يخوضه مع المؤسسات الدولية والمؤسسات النقدية الدولية لوضع برنامج لإخراج لبنان من مأزقه الاقتصادي والمعيشي والحياتي والمصيري الذي يمر به. وبالتالي، ليس لبنان في وضع يسمح فيه بأن يضع نفسه في موقع التعارض مع هذه المؤسسات الدولية بأي اجراءات مهما كانت مقاصدها. الرحمة للرفيق يوسف الذي كان يشبه ينطا بأخلاقها ومحبتها وكرامتها وقيمها”.