كتبت “الجمهورية”: كفاكم متاجرة بالناس، وكذباً على الناس، وتحايلاً عليهم وإذلالاً لهم، واستغباء، وقصف اعمارهم، وإطفاء حاضرهم ومستقبلهم والعبث بمصيرهم، وتقديم أنفسكم ملائكة وقديسين، فيما أنتم وحدكم الشياطين التي عَبثت بالبلد وألقت بِناسه في جورة وسَخِكم وقبحكم السياسي والأخلاقي.
هي صرخة في وجه من ارتكب ويرتكب القبح ويرميه على الآخرين، وفي وجه من استقوى ويستقوي على اللبنانيين بعضلات الرئاسة الاولى، ومن ادّعى ويدّعي زوراً انه لإصلاح وتغيير، فيما هو العطب بعينه. صرخة في وجه مَن حملته الصّدفة لكي يحتل مركزا وزاريا، عاث فيه فسادا وعمولات، وعَتّم البلد ودفعه الى أحلك ظلمة يشهدها في تاريخه، فيما هو بكل وقاحة يذرف دموع شعبوية كريهة مُزايداً على واقعٍ هو سببه.
لا شك ان رفع الدعم عن المحروقات وغيرها هو اجراء ظالم لكل اللبنانيين، ولكن على من يضحك جبران باسيل وغيره، حينما يُنصّب نفسه رأس حربة ضد رفع الدعم، ويتوعد بالثبور وعظائم الأمور ضد هذا الاجراء، ويحاضر بالعفة السياسية وكأنه بريء من دم الازمة التي ضربت كل اللبنانيين، وأفقرتهم وأفلست خزينة الدولة وسلبت اموال المودعين. فأين كانت هذه الحميّة المصطنعة في وزارة العتم التي هدرت برعايتهم وتوجيهاتهم المباشرة ما يقارب على الخمسين مليار دولار؟ واين كانت هذه الحمية في زمن التسويات الثنائية وتقاسم جبنة الدولة أيام التسوية الرئاسية والمحاصصات المكتوبة فيها وغير المكتوبة؟
الناس ليست غبية، لا تُخفى عليها مزايداتكم الانتخابية، وتضحيتكم بالبلد لقاء مقعد نيابي او حقيبة وزارية. لذلك، ليس المطلوب ان تقدموا حلولا للناس وانتم أصلاً عاجزون على تقديمها، بل المطلوب منكم ان تحترموا انفسكم أولاً، وتوقفوا هذا البكاء الناشف على الناس. قد تكون ذاكرتكم مثقوبة، لكن ذاكرة الناس تسجّل لكم مآثركم فاحترموا عقول اللبنانيين، كذّبوا على أنفسكم ما شئتم، ولكن لا تعتدواعلى اللبنانيين بكذبكم ودجلكم فتلك السياسة وحدها التي أثبتّم انكم خبراء محترفين فيها. هكذا انتم، وبفضل سياساتكم أخذتم البلد الى نقطة اللاعودة.