يطوي الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الشهر الأول من عملية التأليف، من دون التوصل الى اتفاق حتى الساعة على حكومة كاملة الأوصاف. فعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أحرزته المشاورات الحكومية مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الاّ أن العراقيل والشروط حالت دون الوصول الى الخواتيم السعيدة، خصوصاً وان الأيام الأخيرة لم تشهد أي خرق جدي وكاف لتوقع ولادة قريبة للحكومة حتى ان بعضهم عاد يتحدث عن توازن سلبي بين احتمالات التأليف والاعتذار، لا سيما وان العقبات لا تزال على حالها ولم تحل بعد عقد حقائب الداخلية والعدل والطاقة علماً أنه يجري العمل للتوصل إلى تسوية ما في العقد، فالاجواء التفاؤلية تراجعت وثمة من يقول إن العراقيل قد تكون ابعد من محلية.
وفي هذا الاطار، لفتت صحيفة “نداء الوطن” تحت عنوان “الراعي للطبقة الحاكمة: الى ان الحيّز الزمني للمهلة التي وضعها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بدأ يضيق مع اتجاه الأمور نحو “أسبوع الحسم” في المواقف والتوجهات، وفق ما أكدت مصادر مواكبة لملف التأليف، موضحةً أنّ مسار الأحداث سيتبلور عملياً من خلال نتائج اللقاء المرتقب خلال الساعات المقبلة في قصر بعبدا بين عون وميقاتي، والذي في ضوئه يمكن أن تتحدد “البوصلة” بين التأليف “إذا صدقت الوعود المعسولة”، أو الاعتذار “إذا استمر نهج المناورة والمراوغة”.
واذ استبعدت صحيفة “النهار” تحت عنوان “جسر للنفط الإيراني… “حزب الله” يختزل الدولة!” امكانية عقد اي لقاء اليوم، أشارت المعلومات المتوافرة الى عدم تحقيق أي تقدم من خلال زيارات وتحركات المستشارين في الأيام الأخيرة حيال عقبات حقائب الداخلية والعدل والطاقة والشؤون الاجتماعية. وذكر بعض المعلومات ان قرابة عشر حقائب او اكثر بقليل كان حصل التوافق عليها بين الرئيسين، لكن ذلك لا يعتبر ثابتاً قبل معرفة مصير بتّ الحقائب الأساسية الأخرى التي حالت دون استكمال التوافق على مجمل التشكيلة.وفي هذا الاطار، لفتت صحيفة “البناء” تحت عنوان ” ميقاتي يحدّد نهاية الشهر كمهلة لولادة الحكومة… والأمتار الأخيرة بلغت الوزيرين المسيحيين” الى ان عقدة الثلث المعطل هي التي تعطل التأليف، فمشكلة الاسماء تصب اولا واخيرا في خانة الثلث الضامن، اذ ان رئيس الجمهورية من خلال الأسماء التي يطرحها يسعى الى الحصول على 10 وزراء بطريقة ملغومة. عطفا عن ان التسريبات التي يسربها المقربون من بعبدا حول الاسماء تهدف اولا واخيرا الى اضفاء المزيد من الاجواء السلبية. وبحسب المصادر النيابية على الأجواء الدبلوماسية فإن عددا من السفراء يحملون رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مسؤولية تعطيل التشكيل، واستغرب هؤلاء السفراء كيف يمكن ان يتغاضى المعنيون عن الأخطار المحيطة بالبلد، ويلتهون بالحصص بدلا من انقاذ البلد عبر الانصراف الى تسهيل التأليف.في المقابل، توقعت المصادر عبر “اللواء” تحت عنوان “جمود التأليف في مهب ضغوط البواخر” ان يرفع الرئيس ميقاتي صيغة حكومية متكاملة من 24 وزيراً، في غضون الأسبوع الطالع.وقالت أوساط مقربة من الرئيس ميقاتي، ان بعبدا مطالبة بتسهيل جدي لعملية التأليف، لا سيما وان الحقائب بمعظمها حسمت، ما خلا وزارتي الاتصالات التي قد تؤول إلى المردة، ومرشح لها المحامي وضاح الشاعر، والطاقة التي ما تزال بين أخذ ورد في ضوء مطالبة الرئيس عون بها.وبالنسبة لوزارة العدل، يقترح الرئيس المكلف لها القاضي جهاد الوادي، أو القاضي هنري خوري الذي اقترحه الرئيس عون.وأكدت مصادر مطلعة لصحيفة “الأخبار” تحت عنوان “نصر الله يرفع مستوى التحدي: إيران جاهزة للتنقيب على النفط في لبنان” أن كل العقبات قد ذللت، متوقفة باستغراب عند عدم مبادرة ميقاتي إلى حسم الأمر، تمهيداً لإعلان التشكيلة. فبعد أن اتفق على الصيغة الحكومية وعلى توزيع الحقائب، لم يعد مسموحاً، بحسب المصادر، تأخير التشكيل بحجة عدم الموافقة على هذا الاسم أو ذاك.