تمديد “الموت البطيء”… حتى نهاية أيلول

23 أغسطس 2021
تمديد “الموت البطيء”… حتى نهاية أيلول

كتبت كلير شكر في ” نداء الوطن”: احتمال خروج ميقاتي من السباق الحكومي، وهو لا يوفّر مناسبة للتذكير بأنّه لن يضع التكليف في جيبه إلى ما شاء الله، يوازي في فرصه احتمال التأليف خصوصاً وأنّ رغبة الفريق العوني في تأليف حكومة تتناسب مع حساباته، لا تقلّ أهمية عن رغبته في الذهاب نحو نفضة سياسية شاملة تبدأ بالحكومة ولا تنتهي بالنظام برمّته. مشكلة السيناريو الأخير أنّ توقيته غير مرتبط بأجندة العونيين ولا بحساباتهم.
 
ان رزمة الإجراءات التي اتخذت والتي ليست سوى من باب ترقيع الأزمة ببعض جرعات “البنادول” فيما المريض على شفير الموت، وهي لن تحلّ الأزمة بطبيعة الحال ولن تخفف من طوابير الذل لأن اللبنانيين باتوا مهجوسين بخطر الانقطاع من مادة البنزين، ولن تكفيهم بعض الليترات التي ستتكارم المحطات في بيعهم اياها، خلال الأيام القليلة المقبلة. ولكن في السياسة، ثمة حاجة بالنسبة للفريق الحاكم لشراء بعض الوقت ولو من جيوب الناس، عسى أن تحمل المرحلة المقبلة بعض الانفراج السياسي الذي من شأنه أن يخفف من وطأة الأزمة. ولهذا يسود الاعتقاد بين المتابعين أنّ كل المحاولات الجارية هي للتخفيف من وطأة الانفجار الحاصل لا محالة، على أمل أن تنتهي الحكومة من الاجراءات التنفيذية للبطاقة التمويلية المفترض أن يبدأ اللبنانيون من الاستفادة منها نهاية أيلول المقبل، بعد اطلاق المنصة الالكترونية والتدقيق في وضع العائلات التي كانت تستفيد أصلاً من تقديمات الـ400 ألف التي كان الجيش يتكفل بتوزيعها.
 
والأرجح أنّ رئيس الحكومة المكلف سيعتبر هذه المدة الفاصلة بمثابة فرصة متجددة له لكي يفاوض رئيس الجمهورية بهدوء بعيداً من الضغط الاجتماعي، خصوصاً وأنّ قرار رفع الدعم قطع نصف مشواره وبات في أمتاره الأخيرة. والأرجح أيضاً أنّ ميقاتي سينتظر اكتمال مشهدين قبل أن يقول كلمته النهائية: مصير “صراع السفن” بعد الاعلان عن وصول أولى شحنات النفط الايرانية، والارتطام الاجتماعي بعد رفع الدعم نهائياً.