أنجز الرئيس نجيب ميقاتي مسودة التشكيلة الحكومية الجديدة ويستعد لمناقشتها مع رئيس الجمهورية ميشال عون، وفق ما تقتضيه الاصول. والمسودة الجديدة انطلقت من التصور الاولى الذي حدده الرئيس ميقاتي منذ بداية تكليفه وهو حكومة متوازنة وقادرة على العمل بالحد الادنى المطلوب من الانسجام بين اعضائها، ولا تحمل اي سمات تعطيلية عددية، مباشرة او بالمواربة و”تكوّن فريق عمل ينكب على معالجة الملفات الملحة ويؤمن الحد الادنى من المعالجات السريعة، لتحسين نمط العيش اليومي للبنانيين، ويطمئنهم الى بدء ورشة الخروج من النفق المظلم الذي يعيشونه، ويحد من لجوء شريحة كبيرة من اهلنا وابنائنا الى الهجرة”، وفق ما كتب اليوم فيجريدة” النهار”، مضيفا” ان الخيار الاخر البديل عن تشكيل حكومة جديدة هو المزيد من الانهيار وتكريس تصنيف لبنان دولة مارقة وفاشلة”.
اما العنوان الثاني للحكومة فحدده الرئيس ميقاتي “باجراء الانتخابات النيابية التي تشكل المفصل الحقيقي لتحديد خيارات اللبنانيين انطلاقاً من الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان منذ السابع عشر من تشرين الاول ٢٠١٩”.
وبحسب ما ينقله المقربون من الرئيس المكلف عنه “فانه منفتح على كل نقاش ايجابي مع رئيس الجمهورية لانجاز الحكومة، لكنه لن يقبل باستنزافه تحت ضغط عامل الوقت،لدفعه الى التسليم بما لا يتوافق مع قناعاته او لفرض شروط عليه، وهو اصلا ليس في وارد سلوك هذا الخط التعطيلي المبطن”.
كما يستغرب المقربون من الرئيس المكلف التسريبات الليلية الصادرة عن “الغرفة الاعلامية السوداء” عن “تأجيل ميقاتي التشكيل ربطا بملفات سفينة النفط الايرانية، رفع الدعم عن السلع والمواد الاساسية، وضع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة”.
ويؤكد المقربون من الرئيس ميقاتي ان هذا الكلام المختلق هدفه التعمية على حقيقة ان هناك مَن لا يريد تشكيل حكومة او يريد حكومة يمسك بمفتاح تعطيلها العلني او المبطن لاهداف وحسابات خاصة.
ويشير المقربون من الرئيس المكلف الى ان الكلام عن “تبديل وتغيير في الاسماء يحصل من قبل الرئيس المكلف” كلام صحيح، لانه هو المخول دستوريا تأليف الحكومة، ويقترح على رئيس الجمهورية التشكيلة التي انتهى اليها، لكي يصدر رئيس الجمهورية، بالاتفاق معه، مرسوم تشكيلها.
وهكذا تبدو المعطيات واضحة جدا امام الرئيس المكلف، الحريص منذ البداية على اقصى التعاون مع رئيس الجمهورية ميشال عون . ويبقى ان على المتخفين خلف الابواب الموصدة وداخل الغرف السوداء ان يقتنعوا ان “شمس الحقيقة” لا تحجبها الخزعبلات والتسريبات التي تشبه وطاويط الليل. ولسان حالهم ما قاله “الاخوين رحباني” في مسرحية ” صح النوم” بصوت فيروز:”وين بدّو الدّيب يهرب من وجّ الشمس؟ وين بدو الطير يهرب من وسع المدى؟”وين بدنا نهاجر.. وين بدنا نسافر ..وين بدنا نغيب نغيب من هالشمس الما بتغيب”.