الحسم الحكومي رهن الاتصالات لحل العقد

26 أغسطس 2021
الحسم الحكومي رهن الاتصالات لحل العقد

على الرغم من أن المعلومات تشير الى أن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي يتجه الى قصر بعبدا لعقد اللقاء 13 مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الاّ ان الضبابية والغموض، لا يزالان يسيطران على المشهد الحكومي. فالتأجيل المتكرر لزيارة الرئيس المكلف إلى بعبدا يحمل تفسيرين إما أن المفاوضات تتقدم لجهة تذليل العقد القائمة ما يتطلب المزيد من الوقت لإنضاج الطبخة الحكومية على نار هادئة لئلا تحترق، وإما أن الأمور تواجه تعقيدات عدة عدلت في المسار الحكومي وبالتالي أطاحت بما تم إنجازه وتهدد مصير الحكومة برمتها.

وفي هذا الاطار، أوضحت المصادر لـ”نداء الوطن”  وتحت عنوان “ميقاتي اليوم في بعبدا… “يا بتصيب يا بتخيب”! أنّ سياسة “ضخ الإيجابيات دون إيجاد ترجمات عملية لها لم تعد قابلة للاستمرار، وبات على الجميع تحمّل مسؤولياته”، مشددةً على أنّ “أحداً لم يعد يملك ترف الوقت والمماحكة أمام تداعي الأرضية الاجتماعية والاقتصادية والحياتية تحت أقدام الناس”، وعليه فإنّ عجلة التأليف لا بد وأن تتحرك قدماً “اليوم قبل الغد”.

أما عن التوقعات إزاء نتائج لقاء بعبدا اليوم، فآثرت المصادر عدم استباق الأمور، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنه “قد لا يكون اللقاء الأخير لكنه بلا شك سيضع اللمسات الأخيرة على مسودة التشكيلة الوزارية” التي سيحملها ميقاتي إلى عون، مشيرةً إلى أنّ “هذه المسودة لا تزال مكتوبة بقلم “رصاص” قابلة للتعديل ضمن أضيق نطاق ممكن للحقائب والأسماء لكن تحت سقف عدم نيل أي طرف “ثلث معطل” في الحكومة العتيدة، فإذا صدقت النوايا والتعهدات المقطوعة بتسهيل مهمة التأليف عندها يمكن أن نشهد ولادة الحكومة في غضون دقائق لا أكثر”.
الاّ أن ما أوحت به مصادر “اللواء” تحت عنوان “رصاصة عونية” طائشة على تشكيلة ميقاتي قبل لقاء بعبدا الأخير!” يؤشر إلى مناخ تفاؤلي حيث ذكرت أن الرئيس ميقاتي يزور القصر الجمهوري قريبا مع تشكيلة متوازنة قد تطرأ عليها ملاحظات وسيصار إلى ترتيب الوضع والعقد قيد التذليل الجدي، خصوصاً وان العقد تتصل بالأسماء لوزارتي العدل والشؤون الاجتماعية في حين تردد أن عقد الطاقة والداخلية ذللت كما أن هناك وزارة الاقتصاد التي يرغب رئيس الجمهورية في أن تكون من حصته. وقالت المصادر إن الصيغة غبر النهائية تبحث بين عون وميقاتي على أن ثمة أسماء قد يلحقها التغيير في اللحظات الأخيرة والأمر ينطبق على الإضافات أو غير ذلك خصوصا أن المسألة برمتها تتصل بالتوافق بين عون وميقاتي حول اسماء بعض الحقائب.
ولفتت المصادر إلى أن هناك من يتحدث عن عقد أبعد من الأسماء وتتصل بجدول أعمال الحكومة الجديدة حول تعيينات امنية ومالية لكن هذا الأمر ينفيه المعنيون لأن الأساس يبقى كيفية إنقاذ الوضع وإجراء الاستحقاقات المقبلة.
في المقابل، أفادت معلومات “النهار” وتحت عنوان “ألغام وأفخاخ على طريق تشكيلة ميقاتي” ان الرئيس عون متمسك بتسمية جميع الوزراء المسيحيين الذين سيكونون من حصته الامر الذي رسم أجواء تصعيدية أملت ارجاء الزيارة لئلا يحصل خلاف قد يساهم في تراكم المناخات التي ستؤدي الى اعتذار ميقاتي. وأفادت المعلومات ان عددا من الحقائب لا يزال موضع تباين بين الرئيسين ابرزها الداخلية والعدل ونائب رئيس الوزراء والخارجية والشؤون الاجتماعية وان اللقاء الجديد اذا عقد لن يكون حاسماً ابداً.
وفي هذا الاطار، رجحت مصادر صحيفة “البناء” وتحت عنوان ” ميقاتي اليوم في بعبدا بعد حلحلة بعض العقد… ومشاورات الإثنين للمتابعة… ولا اعتذار” أن يشهد اللقاء اليوم سيشهد بعض الحلحلة لبعض العقد، في حين أن بعضها سيحتاج المزيد من البحث، مرجحة عقد لقاء آخر يوم الإثنين، معتبرة انّ الاعتذار صفحة جرى طيها حتى إشعار آخر ومن دون وجود مهل.
ومن هنا لفتت صحيفة “الأخبار” تحت عنوان “تأليف الحكومة كل يوم بيومه: من وليام بيرنز إلى غادة عون” إلى أن تأليف الحكومة لن يتم، وأن الرئيس نجيب ميقاتي يتّجه نحو الاعتذار مطلع الشهر المقبل. لكن، ربما سينقلب المشهد اليوم، أو غداً، فتبصر الحكومة النور، وخاصة أن ميقاتي لم يُكلَّف ليعتذر، بل ليؤلّف حكومتين: واحدة تُجري الانتخابات النيابية، وأخرى بعدها.