لبناني في المغرب:دهشة لقرار الجزائر قطع العلاقات مع الرباط

26 أغسطس 2021
لبناني في المغرب:دهشة لقرار الجزائر قطع العلاقات مع الرباط
الرباط - المراسل حسن صادق

منذ أن دخلت المملكة المغربية لأول مرة قبل حوالي 3 سنوات، استطعت إقامة أوسع العلاقات مع الشعب المغربي، والمؤسسات الحكومية الرسمية، لم أجد إلا الاستقبال والترحيب والتأهيل الذي عهده كل الذين قاموا بزيارة المغرب وتعرفوا على شعبه الودود .

فالمملكة المغربية بلد عربي جميل، وهادئ، وشعب طيب ودود، مضياف، وأكثر ما لفتي في هذا البلد الحيوي، حب الشعب لفلسطين وتضامنه مع قضيته الوطنية، واستعداده لتقديم الغالي والنفيس دعما للشعب الفلسطيني.

وعندما يعلم المغربي أن من يقف أمامه هو لبناني أو سوري تجده، يرحب ويفتح ذراعيه مبديا التعاطف والمودة .

وخلال الاجراءات الضرورية داخل المؤسسات الحكومية في المغرب، لتسهيل الاقامة والحياة في المملكة المغربية، تجد تسهيل المعاملة والابتسامة ترتسم على وجوه الموظفين ويبادر الموظف للقول” لبناني .. من لبنان، أهلا وسهلا” .

كان لابد من هذه المقدمة من أجل رسم صورة حقيقة لواقع التعاطي المغربي مع أشقائه العرب، وطبيعة هذه المملكة العريقة في وقوفها إلى جانب القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والتضامن العربي ومعالجة الأزمات والخلافات بين الدول العربية .

فقد أطلقت المملكة المغربية منذ تأسيسها العديد من المبادرات والمساعي من اجل التضامن العربي، ومن أجل وحدة الموقف العربي في مواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة، وكانت المملكة المغربية دعت أكثر من مرة خلال العقود الماضية إلى ضرورة التضامن العربي ووحدة الصف وإبعاد الخلافات بين الأشقاء ، لأن في ذلك مصلحة لشعوب الدول.

لهذا واستنادا لهذا الواقع والتاريخ المغربي، وقف المغاربة ومعهم العرب بحالة ذهول واستغراب لقرار الجزائر بقطع علاقاتها مع المملكة المغربية، خاصة بعد أيام قليلة من خطاب العاهل المغربي محمد السادس الذي مد يده لشقيقه الرئيس الجزائري بلقاء سريع من أجل تقريب وجهات النظر بين البلدين، وإيجاد الخطط لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الجزائر والمغرب والدول المغاربة العربية، ومن أجل تجاوز أي خلاف يمكن أن يقع بصورة غير مقبولة.

تجولت خلال الساعات الماضية منذ صدر القرار الجزائري بقطع العلاقات، في شوارع وساحات الدار البيضاء، وقد بدت علامات الدهشة والاستغراب على وجوه الشعب المغربي للقرار الجزائري، وكذلك اطلعنا على تصريحات وبيانات أطلقتها مؤسسات حكومية ومفكرين وكتاب مغاربة يعربون عن دهشتهم وأسفهم لقرار الجزائر بقطع العلاقات مع المغرب، كما استغربت توقيت القرار .

وتساءل الأوساط الشعبية والرسمية المغربية، هل يمكن لهذا البلد الآمن والمسالم والهادئ بشعبه الطيب وقيادته الحريصة على وحدة الصف العربي، ان تقوم أو تشارك أو تساهم بأي عمل تخريبي في أي قطر عربي، طبعا وحتما .. لا .. لأن من يرد الأمان لبلده أكيد يردها لجاره خاصة إذا كان بلد عربي يؤثر ويتأثر بمحيطه ، فليس من مصلحة المملكة المغربية اهتزاز الأمن والاستقرار في العالم وخاصة الدول العربية ، والأخص دول المغرب العربي والجزائر في المقدمة.

هناك مطالبة شديد من قبل كل الحريصين والأوفياء بعودة الجزائر عن قرارها والاسراع في إعادة وتعزيز علاقاتها مع المملكة، لأن قطع العلاقات ليس من مصلحة الشعبين الشقيقين، والشعب الجزائري من حقه أن يكون له أوسع العلاقات مع أشقائه، خاصة وأن الأسباب التي أطلقتها حكومة الجزائر لقطع العلاقات غير مبررة وغير منطقية.

المصدر بيروت نيوز