في مقابلته امس، اعطى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي اشارات حذرة مرتبطة بمسار التشكيل وبالحراك السياسي الدائر حوله، موحيا أن التقدم الحاصل مرهون بالإلتزام بما يتحقق للبناء عليه، لكن الرجل لم يكتف بالحديث عن التفاصيل الحكومية فقط، بل تناول، ردا على سؤال، قضية باخزة النفط الايرانية التي كان من المفترض ان تشكل له عامل احراج سياسي.
كلام ميقاتي في موضوع الباخرة، وبالرغم من كلاسيكيته المرتبطة بالواقع العربي ورفض العقوبات، لقي اصداء مقبولة نسبيا في “الضاحية الجنوبية”.وبحسب مصادر مطلعة فإن اول ما فهم من كلام ميقاتي بأن عدم تشكيل الحكومة ليس مرتبطاً بتوقيت مجيء الباخرة الايرانية في بداية ولايته الحكومية كما نشر في الايام الماضية، بل هناك عوائق اخرى تؤخر عملية التشكيل.وتشير المصادر الى ان “حزب الله” لا يريد لاحد ان يخوض معركة وصول الباخرة الى لبنان، فبالاصل كلام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله واضح في هذا المجال، وهو اشار الى انه لو قدمت دول اخرى مساعدات نفطية وكهربائية لما اضطر الحزب للذهاب الى ايران.
ولفتت المصادر ان كلام ميقاتي سيكون له صدى ايجابيا وسيزيد من حماسة الحزب للتشكيل، خصوصا انه اظهر قدر كبير من التوازن السياسي والدبلوماسي في التعاطي مع ملف الباخرة الايرانية، وهو ملف شائك وحساس لاي رئيس حكومة.الاهم من كل ذلك، ووفق المصادر ذاتها، فان تصريح ميقاتي، يوحي بأن الرجل لا يرغب بخوض اشتباكات سياسية داخل مجلس الوزراء ويستطيع التوفيق بين علاقاته العربية وبين الواقع اللبناني، وهذا ما يريده الحزب وهذا ما كان يجعله متمسكا بالرئيس الحريري، اذ ان ارتياب “الضاحية الجنوبية” من التوترات السياسية والاهلية في هذه المرحلة يفوق اي قلق لديها…
