قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في رسالة، بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والأربعين لتغييب الامام السيد موسى الصدر إن “لبنان اليوم يعاني من أسوأ انهيار اقتصادي وفشل سياسي وتحريض طائفي وحصار دولي إقليمي وسط تبعية حولت لبنان فريسة مجانية لأميركا وغيرها، والحل اليوم بانتفاضة وطنية لقطع يد أميركا عن لبنان، والأكيد أن أميركا سبب أكبر الكوارث التي نعيشها اليوم، كما أن النظام السياسي اللبناني جزء من الكارثة التي تطحن لبنان، والمطلوب تطوير النظام السياسي والخيار الدولي، ولا مجال أبدا للتعايش مع عدو يريد خنق لبنان، لذلك الخيار الشرقي ضرورة وجود وإنقاذ للبنان، وعلى الشعب اللبناني أن يفهم أن العالم تغير جدا وأن النظام العالمي السابق انتهى، وأن النظام العالمي الجديد ينتقل سريعا إلى الشرق، والمطلوب أن نكون شرقيين بشبكة الأسواق والموارد ومشاريع التنمية وأسباب القوة والحضور، وأن يكون خيار الإنقاذ عبر الشرق”.
وأكد قبلان ان “الموقف من واشنطن، التي تدير لعبة خنق لبنان عبر تسونامي مالي نقدي بما في ذلك تشحيل المحروقات والدواء والغذاء والأسباب المعيشية وتتلاعب بمنصات الدولار وتمنع المساعدات والأموال والتنقيب البحري، يكون عبر بديل قوي، وهو اليوم متمثل ببكين وموسكو وطهران والعروض الموجودة الآن تكفي لإنقاذ لبنان ووضعه على سكة دولة إقليمية نامية وقوية، وسفن المحروقات الإيرانية بمختلف أنواعها هدفها إنقاذ مصانع ومعامل البلد، وما زال عرضها لكهرباء 24/24 فضلا عن المشروعات الهيكلية الكبيرة موجودا على الطاولة ولا يحتاج إلا إلى إرادة وطنية شجاعة”.وقال: “العهد للامام الصدر أن تبقى قضيته كالصلاة، وأن نكون وطنيين بمقدار ما تحتاج العائلة الوطنية لهذا البلد بكل طوائفه، وأن نطور النظام السياسي بما يضمن الشراكة الوطنية والعيش المشترك عبر دولة مواطنة عادلة بعيدا عن الطائفية السياسية التي حولت البلد مزرعة إقطاعيات، وأن نخوض معركة استقلال لبنان الاقتصادي على قاعدة “استقلال لبنان الاقتصادي يمر بالشرق لا بواشنطن ولوبياتها الدولية والإقليمية”، وأن يبقى الخيار مقاومة، وأن إسرائيل شر مطلق ويجب أن تزول، وأن تحرير فلسطين ضرورة لمنطقة مستقرة، وأن العرب عرب باستقلالهم لا بتبعيتهم لمركز الشر العالمي، وأن الدول الإسلامية إسلامية بمقدار أنسنتها ونهوضها وتسامحها وحضورها العالمي كقوة أخلاقية تعكس أخلاق الله بمشروعها ونظامها وخدمات شعبها وشعوب العالم، وأن قضية موسى الصدر وأخويه بحجم وطن وأمة وإنسان، لأن ما قدمه موسى الصدر بحجم وطن وأمة وإنسان. ولأن ما تم الكشف عنه بعد سقوط نظام معمر القذافي يؤكد خيانة أنظمة وزعامات”.وأكد ان “المطلوب من القيادات الليبية إنهاء هذه القضية بالمعلومة والوقائع والتفصيل والقرار السياسي، وسيبقى موسى الصدر إمام الوطن والإنسان، ما دام هناك وطن وإنسان. ولن ننسى موسى الصدر والليالي التي خيمت بربوعنا حيث جلسات الليل الطويلة على مائدة فكره وعقله وهمومه وخياراته والوصية الأساس: لبنان والأوطان والشعوب المظلومة والنظام السياسي، وطالما كان همه بدولة إنسان عادلة، لأن أكبر قداسة الله تبدأ بالإنسان”.
المصدر:
“الوكالة الوطنية للاعلام”