حالة من التوتر والعصبية والقلق يعيشها المواطنون اللبنانيون في مختلف المناطق من دون استثناء، ما يؤثر مباشرة على سلوكهم وتصرفاتهم ومواقفهم، وقد تظهرت هذه السلوكيات العنفية في اكثر من مكان وعلى صعد مختلفة.
وقد تكون أزمة البنزين التي يمر فيها لبنان واحدة من الاسباب المباشرة التي أخرجت اللبناني من صمته فوجه غضبه نحو المواطن الآخر الذي يتشارك معه المصيبة عينها، بدلا من توجيهه نحو المسؤول المباشر عما آلت اليه احوال البلاد والعباد.وآخر الاشكالات التي، ومع الاسف، اتخذت منحى تصاعديا وعنفيا هو الاشكال الدائر منذ 4 ايام بين اهالي بلدتي مغدوشة وعنقون، الذي نشب على خلفية محاولة البعض اجبار اصحاب احدى المحطات على فتح ابوابه بالقوة، وكاد يتحوّل الى فتيل فتنة لولا تدارك المعنيين والجيش، الذي وحسب ما افادت مندوبة “لبنان 24” استطاع احتواء الاشكال، وهو يؤكد على استمرارية وجوده بين البلدتين الى حين تبريد النفوس والقضاء على مختلف تبعات الاشكال.وأفادت مصادر أمنية لـ “لبنان 24” ان الجيش يقوم بالتحقيق مع 5 اشخاص بعدما تم استدعاؤهم على خلفية الاشتباه بتورطهم بالاشكال، فيما لا يزال مطلوبان اثنان متواريين عن الانظار.
البطريرك العبسيوفي هذا السياق، أجرى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيّين الكاثوليك يوسف العبسي اتصالًا برئيس مجلس النواب نبيه بري واطّلع منه على المعالجات الجارية في بلدة مغدوشة وسمع منه ما يؤكّد بأنّ مغدوشة هي بلدته الثانية وأن ما يحصل عليها إنّما يحصل على كلّ لبنان. كذلك أجرى اتّصالات بالمرجعيّات الروحيّة واطّلع منهم على الوضع الميداني. في سياق متّصل دعا العقلاء إلى تحكيم لغة العقل والمنطق والمحافظة على الخطاب العقلاني وإلى تعميم ثقافة الاحترام المتبادل. كمّا حذّر من التأخّر أكثر في تشكيل الحكومة خصوصّا بعد أن أخذت تبرز بوادر تفكّك الدولة وانهيار مقوّمات الحياة المجتمعيّة فما حصل في مغدوشة معرّض للأسف أن يتكرّر في أماكن أخرى إذا لم تعالج الأسباب بشكل جذريّ.مطارنة صيداإجتمع مطارنة صيدا ودير القمر للموارنة والروم الكاثوليك والروم الأورثوذكس: مارون العمار وإيلي بشارة الحداد والياس كفوري، وأثنوا في بيان صدر عنهم، على “الجهود المبذولة من الافرقاء كافة لتلافي تفاقم الأحداث المؤلمة، لاسيما موقف الرئيس نبيه بري وموفده الرسمي المفتي حسن عبدالله، الذي التقى النائب ميشال موسى وفاعليات مغدوشة وعنقون، وأعطى توجيهات واضحة لجهة تطبيق القانون في كل من افتعل أعمالا عنفية، إذ لا شيء يعلو فوق القانون”.وأعلن المطارنة عمار وحداد وكفوري، أنهم يتمسكون “بالعيش المشترك، كشعار نهائي لا حياد عنه في لبنان”، داعين كل الافرقاء، “ألا يقعوا في فخ فوضى الفقر والعوز الذي يعيشه اللبنانيون كافة، بل وجب تنظيم حياتنا على ضوء الحاجات الملحة الطارئة وتجنب المشاكل”، وألمحوا إلى أن هذه المشادات التي تحصل، “لا تمت بصلة إلى أبعاد طائفية، إذ إن أبناء البلدة الواحدة والمذهب الواحد، نراهم يتقاتلون لتأمين لقمة العيش”.وشددالمطارنة على “وجوب التنبه لتجنب الأعمال العنفية، البعيدة جدا من حضارة اللبنانيين وتضرب العيش المشترك وتعقد قضية الفقير، بل وتحرمه من الأمن الغذائي كملاذ وحيد باق في لبنان، والإنكباب على تنظيم الأمور خصوصا في الحصول على الوقود فالمسألة تنظيمية بامتياز”.كما شكر المطارنة “للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، السهر على أمن كل مواطن على الأراضي اللبنانية كافة، لاسيما في منطقة مغدوشة-عنقون”.وأكد المطارنة ” ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب فرصة ممكنة، إذ إن العقبات في التأليف لا تضاهي الأخطار المحدقة بالمجتمع اللبناني وسلامته”.ورفع المجتمعون أخيرا الدعاء إلى الله، “ليرحم لبنان واللبنانيين، ويبعد عنهم آفة الحرب والعوز والضياع ويعطي المسؤولين الإستنارة اللازمة للنهوض بالوطن من كبوته”.النائب ميشال موسىبدوره واصل النائب ميشال موسى اتصالاته لتهدئة الوضع ومنع تكرار مثل هذه الممارسات، والتقى في منزله رئيس بلدية مغدوشة رئيف يونان والمخاتير وعددا من الفاعليات، مجددا الدعوة الى “اعتماد المسار التاريخي لبلدة سيدة المنطرة المتميز بالحكمة والتعقل وحسن الجوار، وتأكيد الثقة المطلقة بدور الجيش والأجهزة الأمنية في ضبط الوضع وتعزيز مسيرة السلم الأهلي”.وتلقى سلسلة اتصالات أبرزها من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، النواب: بهية الحريري وأسامة سعد وعلي عسيران وعلي بزي وجورج عقيص ونعمة طعمة وإبرهيم عازار، والنائبين السابقين ميشال فرعون وإميل رحمة والوزير السابق الشيخ وديع الخازن.ولفت المكتب الاعلامي للنائب موسى الى ما يتداوله بعض وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار “غير دقيقة، يقف وراءها بعض الجهات التي تعمل على استثمار الأزمة”، داعيا الى استقاء المعلومات الصحيحة من مصدرها”. فؤاد ايو ناضركما قام الدكتور فؤاد ايو ناضر بزيارة لبلدة مغدوشة حيث التقى رئيس بلديتها المهندس رئيف يونان في مبنى البلدية وبحث معه في اخر المستجدات معتبرا “ان ما حصل امر مرفوض” واثنى على “تدخل الجيش السريع لتطويق هذا التدهور الذي حصل” وقال: “لا نريد الرجوع الى الحرب وهذه الفتنه التي حصلت يجب ان تتوقف بمهدها وبسرعة”.