لا اعتذار بل خطوات متوازنة

31 أغسطس 2021
لا اعتذار بل خطوات متوازنة

كتب نقولا ناصيف في “الاخبار”: لا حكومة قريباً، لكن لا اعتذار حتماً. هي المعادلة الجديدة حتى إشعار آخر. ستستمر اجتماعات رئيس الجمهورية والرئيس المكلف إلى أن يتوصّلا إلى كنه كلمة السرّ المرسلة حديثاً إلى كليهما: خطوات متوازنة، يراد منها القول بتنازلات متبادلة

على ذمة رواة مطّلعين، تلقّى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يوم الجمعة الفائت نصيحة من رئيس البرلمان نبيه برّي، موثّقة من حزب الله، تحضّه على عدم التفكير في الاعتذار عن عدم تأليف الحكومة. أوجب هذا التدخّل ــــ تبعاً للرواة أنفسهم ــــ ميل جدّي لميقاتي الى هذا الخيار في ضوء تعثّر تفاهمه مع رئيس الجمهورية ميشال عون، رغم ما كان قد جهر به قبلاً أن الاعتذار ليس في أجندته.ما حملته نصيحة الثنائي الشيعي إضافة ذات دلالة، هي أن الأبواب غير موصدة على الاتفاق مع رئيس الجمهورية. بيد أن ما يحتاج إليه كلاهما خطوات متوازنة في صيغة متوازنة، تعني قليلاً من التراجع الى الوراء. فحوى النصيحة أيضاً أن يعضّ الرئيس المكلف قليلاً على أصابعه وينتظر الفرج الآتي.

أبرَزَ موقف الثنائي الشيعي تمسّكاً بالرئيس المكلف، وفي الوقت نفسه تفادي أي إجراء سلبي يعيد تأليف الحكومة الى النقطة الصفر، فيما هو أحرز في الاجتماعات الثلاثة عشر تقدماً وإن مترجّحاً، من غير أن يُقيم مجدداً في العدم.أن كلاً منهما متمسك بالسقف السياسي نفسه الذي رافق تكليف الحريري: لا عون ينزل عنه كي يعطي ميقاتي ما لم يُعطه للحريري وهو لم يُرده في الأصل، ولا أن يتخلى عن أي من شروطه التي تحفظ له موقعه داخل معادلة الحكم. ولا ميقاتي جاهز لخفض سقف سلفه المعتذر بالتنازل عمّا لم يُقدم عليه ذاك حرصاً على مكانة الطائفة والصلاحيات المنوطة لها بهذا المنصب ومراعاة حلفاء الحريري ووعوده لهم.هكذا علقت اجتماعات التأليف بين سقفين صلبين، لا يتسرّب إليهما الهواء. بيد أن الحوار لم يتوقف، ولا هو في صدد الذهاب الى قطيعة كما في تجربة الأشهر الثمانية المنصرمة. الأصح أن كلاً من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، في قرارة نفسه، يثق بأنه قادر على جذب الآخر الى اقتناعاته.مع أن علاقة عون وميقاتي لم تبلغ الحائط المسدود، وقد لا تصل إليه ربّما، إلا أن حجم التباين بينهما ليس قليلاً. كلاهما في موقع لا يُحسد عليه كثيراً

المصدر:
الأخبار