شحنات النفط الايراني إلى لبنان.. تحد جديد لإدارة بايدن

31 أغسطس 2021
شحنات النفط الايراني إلى لبنان.. تحد جديد لإدارة بايدن

يرى خبراء أن قرار حزب الله بإرسال شحنات إضافية من النفط الإيراني إلى لبنان سيطرح سلسلة تحديات أمام الولايات المتحدة في الوقت الذي طرحت فيه المساعدة في حل ازمة الطاقة التي تعاني منها البلاد.
وكان الأمين العام لحزب الله، وفي خطاب ألقاه يوم الجمعة، قد ألقى اللوم على الولايات المتحدة متهما اياها بأنها المسبب الرئيسي للمشاكل الاقتصادية في البلاد مشيراً إلى أن “قانون قيصر” الذي فرضته واشنطن على سوريا أضر بلبنان.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وفور إعلان نصرالله خبر إبحار أول سفينة إيرانية محملة بالنفط من الجمهورية الايرانية، أبلغت السفيرة الأميركية دوروثي شيا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أن واشنطن بدأت المفاوضات مع كل من البنك الدولي والأردن ومصر لإيجاد حل لأزمة الطاقة في البلاد.
وبحسب تقرير لموقع “ميدل ايست أي”Middle East Eye البريطاني فإن كلا المسارين يتطلب إعادة تأهيل البنى التحتية لتلبية المتطلبات المتزايدة على المادة، كما سيفسح المجال إلى حد ما، لإحياء التعاون بين الحلفاء الاقليميين للولايات المتحدة وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد”.

ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للموقع عينه” الافصاح عن تفاصيل المحادثات الدبلوماسية الجارية في هذا الخصوص”، مؤكداً أن واشنطن “تدعم الجهود المبذولة لايجاد حلول مبتكرة وشفافة ومستدامة لأزمة الطاقة والتي من شأنها معالجة النقص الحاد في الوقود في لبنان”.
ويروج حزب الله لاتفاقه باعتباره مكسبا للشعب اللبناني، الذي شهد على ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 70% في الأسابيع القليلة الماضية. ويتساءل الحزب عن سبب استغراق الولايات المتحدة هذا الكم من الوقت للمواقفة على الاتفاق الاردني-المصري ،فيما البلاد تصارع الأزمات منذ سنوات.
وقالت ناتاشا هول، وهي باحثة في “مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية”، للموقع عينه: “مع انهيار لبنان، سيقدم الحزب ومعه ايران عرضا كبيرا لاعادة تحصين هذه البلدان اكثر”.
ورأى البعض في إعلان السفارة الأميركية خطتها بعد ساعات فقط من إعلان حزب الله تهديداً لها في وجه التحالف الايراني.
ولفت مايكل يونغ، كبير المحررين في Malcolm H Kerr Carnegie Middle East Center في حديث لموقع “ميدل ايست اي ” إلى أنه “كان هناك شعور في لبنان بأن السفيرة الأميركية قد أخطأت في توقيت التبليغ ما جعل الخطة الأميركية تبدو وكأنها ردة فعل لإعلان حزب الله”.
وأكد يونغ أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة لديها استراتيجية حقيقية في لبنان.
وفي حديث للموقع عينه، رأى الصحافي اللبناني حسين مرتضى أن الحزب لم يأبه بالعقوبات وشعر أن خطوته عززت صورته كمدافع عن البلاد. وأضاف: “حزب الله يبحث عن الحلول لمساعدة الشعب اللبناني فيما الادارة الاميركية تبحث عن سبل لمعاقبة اللبنانيين”.
أما في واشنطن، فمن المرجح أن تتعرض ادارة بايدن لضغوط للرد على هكذا خطوة. وفي حديث للموقع، قال عضو الكونغرس الجمهوري لي زيلدين  إن “على البيت الأبيض اتخاذ موقف حازم ضد حزب الله لاختياره أكبر دولة راعية للارهاب في العالم كمزود للنفط”.
ومن جهتها، حذرت إيران، الاثنين، من رد مزدوج، في حال التعرض إلى السفينة الإيرانية المتجهة إلى لبنان.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية، جددت تأكيدها الاستمرار في إرسال شحنات الوقود إلى لبنان، موضحة أنه لا يمكن للولايات المتحدة أو أي دولة منع طهران من بيع النفط.