كتب عماد مرمل في” الجمهورية”: تؤكّد مصادر عسكرية انّ الوضع بين عنقون ومغدوشة مستتب وعاد الى طبيعته، بعد الانتشار الميداني الذي نفّذه الجيش بالترافق مع توقيفات حصلت وتحقيقات انطلقت، الى جانب المعالجة السياسية.
ولكن تطويق التوتر الجنوبي المستجد لا يخفي المخاطر المتنقلة على وقع الأحداث المتكرّرة في مناطق عدة، والتي تتشابه في ظروفها ومسبباتها وإن اختلفت ساحاتها ومسمّياتها. وتعتبر المصادر العسكرية انّ التوترات المتزايدة هي نتيجة مفاعيل الأزمة الاقتصادية، لافتة إلى انّ الفقر يولّد النقار وربما الانفجار، ما لم تحصل معالجة حقيقية لأسبابه على كل المستويات.
وتلاحظ المصادر، انّ الفقراء هم الذين يتقاتلون مع بعضهم، «وهذه الظاهرة هي أسوأ ما في المعاناة الحالية التي يرزح اللبنانيون تحت أثقالها»، مشيرة الى انّ الجيش يتحمّل جزءاً كبيراً من الأعباء الأمنية المترتبة على هذا الواقع.
وتشدّد المصادر العسكرية على أنّ المطلوب التعجيل في تشكيل الحكومة، التي هي المعنية الأساسية بالتصدّي للملفات الشائكة وضبط الأمن الاجتماعي، «بدل إبقاء المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية على تماس مباشر مع الازمة المتفاقمة والمتضررين منها»، لافتة إلى انّ تخفيف الضغوط المعيشية من شأنه ان يساهم تلقائياً في تخفيض منسوب التشنج الأمني.
اما على مستوى مناعة الجيش التي يُخشى من تراجعها تحت تأثير الانهيار، فتوضح المصادر، انّه يحاول ان يتعايش بأقل الأضرار الممكنة مع هذا الانهيار الذي أصابت تداعياته بشكل اساسي رواتب العسكريين، «علماً انّها ليست المرة الاولى التي نتعرّض فيها لمثل هذا التحدّي، إذ سبق أن واجهنا مثله عند انهيار الليرة قبل عقود، وتمكنا آنذاك من تجاوزه، ونأمل في أن نربحه مرة أخرى».
وتشير المصادر، الى انّ هناك مساعدات تصل إلى الجيش من بعض الدول الصديقة، «وللأسف أصبح مصير الدولة ككل معلّقاً على المساعدات الخارجية».