بالرغم من صلابة كتلته الناخبة الاساسية، يبدو ان “تيار المستقبل” سيخسر، كما معظم القوى السياسية، عددا من نوابه في الانتخابات المقبلة، وان كانت هذه الخسارة محدودة غير ان توسعها ممكن لسببين، الاول استمرار الانهيار الاقتصادي الحاصل والثاني ازمة التحالفات التي يعاني منها “التيار الازرق”.
في الانتخابات الماضية تحالف تيار المستقبل مع معظم القوى السياسية، القوات، الاشتراكي وحتى التيار الوطني الحر، لكنه اليوم يخسر من دون ادنى شك مرونة عقد التحالفات السياسية وحتى التحالفات مع شخصيات وازنة.صحيح ان “المستقبل” هو مَنْ شكل قاعدة شعبية استفاد منها مَنْ تحالف معه، غير انه استفاد بدوره من هذه التحالفات في عدد من الدوائر، التي فاز بها بعدة نواب، لذلك فإن اعادة بحث قضية التحالف مع بعض القوى لا مفر منه الا اذا كان بيت الوسط استطاع نجح في تعويض خسائرة بشكل او بآخر.
ازمة تيار “المستقبل” انه غير قادر امام جمهوره على العودة الى اي تقارب سياسي او انتخابي مع “التيار الوطني الحر”، بالرغم ان مثل هكذا تحالف قد يكون مفيدا في قضاء عكار مثلا، لان حجم وعمق الخلاف بين الطرفين لن يجعل الامر ممكنا.وهذا الامر قد ينعكس على وضعية المستقبل في “الشوف – عاليه”، اذ ، وبعيدا عن كون العلاقة مع الحزب “الاشتراكي” فاترة، غير انه وفي حال حصول تحالف بين الاشتراكي والتيار الوطني الحر في هذه الدائرة، فسيجد” المستقبل” نفسه خارج هذا التحالف وقد يؤدي الامر الى خسارته مقعده النيابي.هذا الامر ستعززه الخصومه مع” القوات اللبنانية”، ففي بعض الدوائر تستطيع القوات والمستقبل تحسين واقعهما الانتخابي وتأمين الحواصل لبعضهما البعض، لكن حتى هذا الامر ليس متاحا وقد يشكل ازمة كل من بعلبك الهرمل، والشوف عاليه وحتى عكار وبيروت الاولى.ما يعوض هذه الازمات هو واقع تيار المستقبل المقبول في بيروت الثانية اذ حافظ على شعبيته الى حد كبير، كذلك فإن تحالفاته الجدية في طرابلس ستكون عاملا مساعدا له في تعزيز وضعيته الانتخابية في المدينة، لكن كل ذلك لا ينفي ان ازمة التحالفات التي يعاني منها المستقبل باتت ازمة مقلقة له، كما لكل الاحزاب والتيارات.