في محلة المعاملتين و على الطريق البحرية القديمة، تدير أم عامر(سورية الجنسية وطليقة رجل لبناني) شبكة دعارة تتألف من نحو ١٠ فتيات، وهو رقم قابل للزيادة أو النقصان بحسب إزدهار مواسم العمل أو ركودها، وهي تعمل في هذا الكار منذ ١٥ سنة.
أم عامر تستقدم غالبية فتياتها من سوريا، وتشغّل أيضاً لبنانيات وأحياناً فتيات من التابعية العراقية مقابل مبلغ يتراوح بين ٥٠ ألف ليرة “للدخلة” وهو مصطلح متعارف عليه في عالم البغاء ويعني ممارسة واحدة مدة ١٥ دقيقة للزبون، والرقم يرتفع الى ٧٥ ألفاً مدة نصف ساعة و١٠٠ ألف لساعة.
هذه الوقائع أقرّت بها أم عامر أمام القائم بالتحقيق في مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب في وحدة الشرطة القضائية بعد مداهمة قامت بها دورية من المكتب الى الشقة التي تديرها في محلة المعاملتين، بعد ورود شكوى على صفحة “وينيي الدولة”، حيث جرى توقيفها مع أربعة من فتياتها كنّ داخل الشقة، فيما كانت خمسة منهن خارج المنزل في “دوام عمل عادي”، مدليةً بأنها تستقدم الفتيات من سوريا بواسطة القوّاد الملقب بأبو علاء(سوري الجنسية ومجهول باقي الهوية) الذي تتعامل معه منذ زمن وهو يؤمن لها “حبة نظيفة”، والمقصود بهذا التعبير فتيات صغيرات في السن يتمتعن بمواصفات جمالية لافتة، مقابل “عمولة مقطوعة”، كما أفادت أن غالبية الفتيات يأتين تحت ذريعة العمل في مطاعم أو مؤسسات تجارية فيقعن في قبضة أبو علاء ومنه الى أم عامر.
قاضي التحقيق في جبل لبنان سطّر بلاغ بحث وتحري لمعرفة هوية ومكان إقامة أبو علاء، وإنفاذ مذكرة إلقاء القبض بحقه بجرم الجناية المنصوص عنها في المادة ٥٨٦ من قانون الإتجار بالأشخاص، وظنّ في متن قراره بأم عامر بجنحة المادة ٥٢٣ من قانون العقوبات التي تتراوح عقوبتها بين ستة أشهر وسنة وغرامة مالية تصل الى ٥٠٠ ألف ليرة، كما قرر ترك الفتيات الخمسة وهن: عناية.ض و مروى.ب و سلوى.أ و ندى.أ و محاسن.ب بسند إقامة.