هل التوافق الدولي على التشكيل محسوم؟

6 سبتمبر 2021
هل التوافق الدولي على التشكيل محسوم؟

بعيدا عن كون الباخرة التي اعلن “حزب الله” عن انطلاقها من ايران الى لبنان ساهمت بشكل او بآخر بتغيير الموقف الاميركي تجاه لبنان، وجعلت واشنطن تستشعر خطر الوصول الى الانهيار النهائي، ما ساهم ببدء بعض المسارات الانقاذية، غير ان الواقع الاقليمي والدولي كان جاهزاً لمثل هذه الخطوات.
 
لا يبدو ان فرنسا بعيدة عن الرغبة الاميركية المستجدة بمنع الانهيار، فباريس تريد الانقاذ منذ اشهر، وهي التي سعت الى اقناع الاميركيين بضرورة تشكيل حكومة انقاذية، ولعل الفرنسيين هم من اوائل المتخوفين الاوائل من سلبيات الانهيار في لبنان.
 
الواقع الاقليمي والدولي، المنفتح على دمشق ساهم بدوره في جعل الاميركيين يقترحون مخارج ترتبط حصراً بالساحة السورية، ان كان الغاز المصري او الكهرباء الاردنية، فدمشق تعود تدريجيا الى “الحضن العربي” والحرب تكاد تنتهي بشكل كامل فيها، ومن هنا فان لبنان الرسمي سيتمكن من دون حرج من فتح مساراته السورية.
 
من هنا يمكن فهم المناخ الاقليمي المحيط بالتطورات اللبنانية، خصوصا وان الادارة الاميركية الجديدة التي انسحبت من افغانستان ليست راغبة بالتصعيد في المنطقة، وبالتالي فإن استراتيجياتها اكثر ليونة من ادارة دونالد ترامب.
 
على الصعيد الحكومي يتظهر اكثر واكثر ان العقدة باتت داخلية مرتبطة برغبة الرئيس ميشال عون الحصول على عدد ونوعية معينة من الحقائب، وتحديدا الحقائب التي هي على تماس مباشر بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
 
لكن هذه العقد، التي يعمل على حلها، باتت منفصلة كليا عن الرغبة الاقليمية والدولية، فهناك دعم واضح من الاميركيين والفرنسيين وغيرهم من اجل تشكيل حكومة بشكل سريع، حتى ان هناك تلميحات شبه رسمية بأن المساعدات ستكون جاهزة بعد التشكيل.
 
ولعل تصريحات السفيرة الاميركية دوروثي شيا خير دليل على التحول في الموقف الاميركي من الحكومة ومن الواقع اللبناني عموما، وهذا ما يفتح آفاقاً جديدة للانقاذ ولتحسين الظروف المعيشية.
 
والاهم ان الجانب الاخر، اي الايرانيين لا يمانعون بتشكيل حكومة في لبنان، لا بل على العكس فهم يفضلون فصل الساحة اللبنانية عن ساحات المنطقة بالتفاوض نظرا لوجود قوة قادرة على التعامل مع التطورات فيه وهي “حزب الله”.