ما من حل سحري.. هل ستنتهي مشكلة الطاقة عبر سوريا؟

6 سبتمبر 2021
ما من حل سحري.. هل ستنتهي مشكلة الطاقة عبر سوريا؟

وصل وزراء لبنانيون إلى دمشق يوم السبت في زيارة رفيعة المستوى إلى سوريا للمرة الاولى منذ عشر سنوات، لمناقشة اقتراح يهدف إلى التخفيف من حدة أزمة الطاقة التي يرزح تحتها لبنان.
وفي حديث إلى صحيفة “ذا ناشونال” الإماراتية الناطقة بالإنكليزية، أعرب دبلوماسي أوروبي كبير عن شكوكه بشأن الخطة. وقال: “ستدفع الولايات المتحدة الأميركية ثمناً سياسياً للتنازل عن العقوبات المالية التي سبق وفرضتها على سوريا”.

ولفت مارك أيوب، باحث في معهد عصام فارس للسياسة العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، إلى أنه” وبالرغم من أن نقل الطاقة المحتمل حدوثه من الشبكة السورية يعتبر خطوة إيجابية، إلا أنه لن يحل مشكلة النقص المزمن للمادة في لبنان”.
وتابع قائلاً: “تبلغ السعة القصوى للتحويلات من الشبكة السورية حوالي 270 ميغاوات، وهي ليست بكمية ضخمة، فلا تستطيع أن تسد الفجوة في لبنان من حيث الطلب على الطاقة”.

وأردف قائلاً: “ما من حل سحري لهذه الأزمة، إلا أنه يعد أمراً إيجابية. لكن، لماذا حدث الأمر الآن وليس قبل عامين؟”
ورأست نائب رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر الوفد إلى دمشق بهدف مناقشة خطة لاستخدام الغاز المصري لتوليد الكهرباء في محطات في الأردن.وبعد ذلك، يتم نقل الكهرباء إلى لبنان عبر الشبكة السورية”.
ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام إعادة دمج سوريا في المجتمع الدولي.
وتواجه الخطة، التي تحظى بدعم الولايات المتحدة، سلسلة من التحديات اللوجستية، أبرزها العقوبات الأميركية على سوريا.
واتسمت العلاقة بين لبنان وسوريا بنوع من الجفاف منذ اندلاع الحرب السورية قبل عقد من الزمن، إلا أن الضوء الأخضر الأميركي، سمح للوزراء بالقيام بهذه الراحلة مطمئنين أن ما من انتقام سيطالهم من واشنطن.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي ينتظر فيه لبنان وصول شحنة نفط من إيران، بمساعي من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وذلك في خطوة لتخفيف النقص في الطاقة.
ومع ذلك، نفى موقع “تانكر تراكرز”لتتبع السفن أن تكون حاملة النفط الموجودة في البحر متجهة إلى لبنان، مؤكداً أن الشحنات هي “للاستخدام السوري فقط”.
ويرى نديم شحادة، المدير التنفيذي للجامعة اللبنانية الأميركية في نيويورك، في لقاء دمشق انقلابا هائلاً لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال: “لطالما أراد حلفاء النظام السوري في لبنان الذهاب إلى دمشق، إلا أنهم كانوا يخشون العقوبات، أما الآن فبات بإمكانهم زيارتها. فلا يمكن للأميركيين معاقبتهم على أمرٍ هم دعموه بأنفسهم.”
وأضاف: “كان ينبغي على الولايات المتحدة تجاهل الناقلات وعدم الرد على بيان صحافي صادر عن طهران، إنما فقط الرد على تلك القادمة بالفعل إلى بيروت”.
وختم: “ما من وزير لبناني كان سيسمح للسفينة اللبنانية بأن ترسو هنا تحت تهديد العقوبات”.